رد الأخ (ابن عفيصان) يدل على أن لديه قناعات مسبقة ولا يحب التنازل عنها
فأول علاقة سعد بن عفيصان بعسير كانت بعد أن ثار آل عايض على الأمير فهد بن عبد العزيز العقيلي واخرجوه من أبها. وقد تلقى رسائل من ابن عفيصان أمير وادي الدواسر وابن ثنيان أمير بيشه يطلبان منه البقاء في خميس مشيط حتى قدومهما لنجدته. لكن ابن عايض سبقهم واستولى على خميس مشيط. وعلى اثر ذلك قدم سعد ابن عفيصان ومن معه من القبائل، إضفافة إلى قبائل أخرى كثيرة، مع الأمير فيصل بن عبد العزيز وتم السيطرة على ثورة بن عايض. ثم قام الأمير فيصل بتعيين ابن عفيصان أمير في أبها وعاد إلى الرياض فوصلها بتاريخ 25 جماد الأولى 1341هـ. ولم تمض فترة حتى أرسل شريف الحجاز حملة عسكرية بقيادة أمير القنفذة الشريف عبد الله بن حمزه الفعر، والشريف راجح ومعهما قوات من عربان الحجاز وقوة نظامية بقيادة الضابط حمدي باشا حسن، ومعها بعض آل عايض، وانظم إليها بعض القبائل الواقعة على الطريق مثل قبائل تهامة ورجال الحجر.
اما نفيه لوجود مشايخ عسير الذين ذكرهم ابن الياس أثناء حصار قصر شدا، فسوف اثبت عدم صحته. فقد كان ابن الياس من ضمن المحاصرين في القصر، وهو رجل موثوق فيه، فقد عين مديراً لمالية أبها من قبل الأمير فيصل. وقد انتقمت القوات الحجازية من مشايخ عسير في طريق انسحابها، فسلبت منازل شيخ علكم أحمد بن حامد، وقبضت على ابنه عايض وابن اخيه محمد بن علي بن مشبب بن حامد. وقد توفي الأخير في سجن الشريف في القنفذه، وأطلق سراح الأول بعد سنة.
اما نفيه لزواج ابن عفيصان من عسيرية فهو غير صحيح، فقد تزوج بابنت شيخ علكم/ قماشة بنت احمد بن حامد، وقد توفيت معه في القصر بنفس مرضه.
اما قوله ان ابن عفيصان هزم جيش الشريف، فهذا غير صحيح، فابن عفيصان كان محاصراً داخل القصر، وانسحاب الجيش كان تلقائي بسبب الأوامر التي وصلتهم للعودة عاجلاً للدفاع عن الطائف.
أما قوله أن قبيلة الدواسر كان لها المشاركة الأكبر في فتح عسير مع ابن عفيصان، فهذا غير صحيح، فعسير فتحها عبد العزيز بن مساعد بن جلوي في المرة الأولى (1338هـ)، والأمير فيصل بن عبد العزيز في المرة الثانية (1341هـ). وفي كلا المرتين شاركت قبائل متعددة تحت قيادة هذين الأميرين.
أما القول أن ابن ابراهيم استلم الإمارة في عسير بعد ابن عفيصان مباشرة فهو كلام غير صحيح، والصحيح ما ذكرنا من استلام ابن جيفان للإمارة لمدة ثلاثة أشهر، وجدول أمراء عسير الرسمي يثبت هذا الكلام
أما ما ذكره من أن مؤرخي المنطقة يحاولون اثبات أن قبائل عسير كانت مؤيدة للسعوديين، فدعني أذكرك بشيء، جميع القبائل كانت في يوم من الأيام ضد الملك عبد العزيز، وبعد أن تقتنع برسالته، سواءً عن طريق القوة العسكرية أو عن طريق المراسلات والدعوة، تنظم إلى قواته. ودعني أوضح لك وللجميع أنه لم يدر في فتح عسير غير معركة رئيسية واحدة هي معركة حجلا عام (1338هـ)، ولم يشارك فيها من قبائل الجنوب ضد القوات السعودية سوى قبيلتي بني مغيد وعلكم فقط، وهما لا يمثلان 2% من قبائل الجنوب، وقد إعتذرتا أمام الله وامام الأجيال بدفاعها عن أرضها ضد قبائل أجنبية عنها في ذلك الوقت، وقاتلت بشرف لمدة يومين. وأدعني أوضح لك أن هاتين القبلتين، وبعد أن أقتنعتا بالرسالة السامية للدولة السعودية، كانتا رأس حربة للقوات السعودية في باقي المعارك التي وقعت في الجنوب ( ضم تهامة، وجازان، وحربي الريث، وحرب باقم مع اليمن). وشاركتا مع باقي قبائل المنطقة في ضم الحجاز وحصار جدة.
وإذا لم تصدق هذا الكلام، والتبس عليك الأمر في هذا الزمن، وأردت الحكم على مواقف القبائل، والتحقق من الروايات، فانظر إلى فترة طويلة من التاريخ ومن مال معه التاريخ فمل معه بلا تردد، حتى وان رأيت أهل زمانك يحاولون نفيه
التعديل الأخير تم بواسطة تهلل ; 02-09-2005 الساعة 03:18 AM