عرض مشاركة واحدة
قديم 20-03-2008, 11:59 PM
  #1
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Read المتنبي يمتطي صهوة " الجمس "


بسم الله الرحمن الرحيم

قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت... عبارة ذائعة وشائعة.. لا أعلم من أول من نطق بها.. وبودي لو تكرم أحد بإفادتي ، فالعبارة عميقة المعنى وشاملة لمفهوم القراءة ومدلولها ، ولولا ذلك لما ذاعت ولا شاعت.
والمادة المقروءة تعطي المتلقي صورة صادقة.. وانطباعاً واضحاً عن كاتبها.. والقارئ يتأثر مباشراً أو غير مباشر بما يقرأ.. وينعكس عليه إن عاجلاً أو آجلاً .. إيجاباً أو سلباً.. ما يختزن في ذهنه من أفكار وانطباعات ، مما يجعله يفرز شيئاً مما يتأثر به سلوكياته وأخلاقياته وعلاقته بالآخرين.
والقراءة نوعان : قراءة منهجية.. وهي ما تعني طلبة العلم من أبناء وبنات المدارس والمعاهد والجامعات على مختلف التخصصات ، وهؤلاء ملزمون بقراءة كتب معينة.. ومقيدون بمناهج محددة ، وهم مضطرون لدراستها واستيعابها ، وينتظرون من وراء ذلك نتائج مباشرة.
والنوع الثاني من القراءة : القراءة الحرة.. ومن مسماها يتضح أنها غير مقيدة بمنهج معين أو بوقت معين أو بسن معينة ، وإذا كان من ورائها نتائج فهي غير مباشرة.
وكما أن الجسم يكتسب قوته ومناعته وبناءه من الطعام الذي يتغذى به ، كذلك فإن العقل يكتسب من القراءة.. سعة الأفق.. وصقل الفكر.. وعمق الثقافة.. وغزارة العلم ، وكما أن بعض أنواع الأطعمة قليلة أو عديمة الفائدة للجسم ، بل إن منها ما لا يخلو من السموم ، كذلك فإن هناك مما هو معروض للقراءة من كتب ومجلات ومطبوعات ، ما لا فائدة فيه ، بل إن بعضها لا يخلو من تخلف فكري وتصحر ثقافي وتسمّم سلوكي.

يقول المتنبي :
أعز مكان في الدنا سرج سابحٍ … وخير جليس في الزمان كتاب

ولو كان المتنبي عايش زماننا لاستبدل صدر البيت وأبقى عجزه.. إذ من غير المعقول أن يرى المتنبي " الجمس " ويحلو له أن يمتطي ظهر " السابح " ولا أظنه يترك الحوت " ويستوي على السرج أو الرحل أو البردعة " ليشخص " فوقها.
أما خير جليس فلا اعتقد أنه يخطر بباله استبداله بجهاز " فيديو " أو مشاهدة " القناة الفضائية " إذ أن الكتاب – حقيقة – هو خير جليس في الزمان الماضي والحاضر والآتي ، وذلك عند أي راغب في الثقافة ، فما بالك إذا كان المتنبي.
لكن تبقى أهمية الكتاب في نوعيته ومحتواه ، والأهداف والقيم التي يتضمنها لا في غلافه المزخرف وورقة المصقول ، ولن يجني القارئ ثمرات طيبة لما يقرأ .. إلا إذا عرف ماذا يقرأ.. ولمن يقرأ.. وشتان بين من يتغذى على البروتينات والنشويات والدهنيات والفيتامينات ، ومن يمضغ " العلكة " والهواء..!! ويتسلى " بالفصفص " و " الفشار "
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً