تشهد الأجواء هذه الأيام موجة برد قارسة وقاسية، وقد وصلت درجة الحرارة –كما هو معلوم- في بعض مناطق المملكة إلى درجة الصفر المئوي أو حتى ما دون الصفر.
ما دعاني للكتابة ليس موجة البرد تلك، ولكن ما يلفت الانتباه أنه في كل سنة يحس الناس ببرد شديد أبرد من السنة السابقة، تفكرت في ذلك فلم أجد سوى أحد تفسيرين:
إما أن التغيرات المناخية التي يسببها تلوث الهواء وتزايد نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء تجعل لارتفاع درجات الحرارة في الصيف إلى درجات عالية جداً تجعل لذلك ردة فعل بأثر عكسي قي الشتاء.
(طبعاً هذا رأيي وتفسيري الشخصي، ولا يعتمد على أي بحث علمي أو ما سواه)
أو السبب الثاني والذي أرى أنه هو الأقرب: أن ذلك يعتمد وبشكل مباشر على أن الإنسان سريع النسيان وبالتالي عندما يأتي برد هذه السنة يكون الناس قد نسوا ما مر بهم العام الفائت خصوصاً وأن أكثر الناس هذه الأيام قد تلينت جلودهم، وهذا ما يذكرني بسالفة (طلاق البدوي) كما يرويها لنا آباءنا من أن ذلك البدوي يطلّق كل سنة أنه ما مر عليه مثل برد هذه السنة.

نعم! الإنسان سريع النسيان وهذه نعمة من رب العالمين يجب أن ندركها وأن نتفكر فيها لأنها تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على طريقة وأسلوب تعاملنا مع الآخرين وفي عموم الأنشطة التي نقوم بها في حياتنا اليومية، وحتى نتمكن من فهم بعض الأفعال التي تحدث حولنا وقد تغضبنا في لحظة وقوعها، ولكن عندما ننظر لها من جانب النسيان أو من أي جانب آخر قد نعذر مرتكبي هذه الأفعال خصوصاً لو وضعنا أنفسنا مكانهم وعلم الواحد منّا أن قد يرتكب خطأ في حق الآخرين ولكن عن طريق النسيان.

قد أكون أزعجتكم بتأملاتي تلك ،، ولكني أدعوكم للتفكر في هذا الموضوع ،، لعلكم تجدون لي عذر فيما كتبته.
أخيراً: لا أوصيكم في لبس البشوت الثقيلة والفراوى علشان البرد لا يصيبكم بنزلات الزكام والإنفلونزا.


أبو زيد
يحييييييكم
كعادته