(5)

والمتتبع لتاريخ عربستان يلاحظ أن الاستقرار السياسي النسبي بها ,ووجود أسباب الرزق من زراعة وصناعة بسيطه ورعي للأغنام أدت الى هجرة عدد من القبائل والعشائر الى هناك .
وتداخل الأنساب وتعقيدها في منطقة عربستان يرجع الى سببين هما:
1- انتشار المذهب الشيعي في تلك المنطقة أدى الى تسامح بعض العشائر والاسر ذات الأصول العربيه في مصاهرة سكان المنطقة الاصليين .
2-موقع عربستان بين ايران والعراق ساهم بانصهار القبائل العربيه في بوتقة المجتمعات المحليه واندماجهم في البيئة المحيطه.

ولاننسى هجرة الصلب (أقوام هاجروا من شمال الهند الى تركيا والشام وبعد الحروب الصليبيه هاجر جزء منهم الى شمال الجزيرة العربيه ).
ورحلة العقيلات التجاريه من نجد الى مصر والشام والعراق وكذلك هجرة جماعة من الشيعه من ايران الى السواحل الخليجيه هربا من اضطهاد المغول في القرن السابع الهجري وايضا الرحلات التجاريه البحريه من والى الهند .

والخلاصه:
إن الهجرات البشريه مهما تعددت أسبابها وظروفها ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في تداخل الأنساب بالخليج والجزيرة العربيه وقد كان هذا أهم النتائج السلبيه لهذه الهجرات البشريه ,فقد اضطرت المجموعات البشريه المهاجره الى التكيف مع البيئه الجديده , ومن عناصر التكيف -حسبما مر بنا من احداث تاريخيه- هو المصاهره مع المجتمع الجديد أو المجموعات الوافده أيا كان أصله وفصله ,والعنصر الآخر للتكيف هو إهمال الاحتفاظ بلقب العائله أو القبيله وذلك بقصد أو بغير قصد ذلك لأسباب تحكمها ظروف الهجره مثل الهروب من ثأر قبلي أو الجهل أو النسيان.

وبذلك انتهى الحديث عن الهجرات البشريه



2- تجارة الرقيق :
لم تشهد منطقة الخليج العربي والجزيرة العربيه ازدهارا لتجارة الرقيق مثلما شهدته في القرن التاسع عشر الميلادي
وقد تأثرت المنطقة بتعاليم الاسلام الذي جف منابع الرق القديمه الا منبع واحد وهو استرقاق الاسرى في حرب شرعي إذا راى الامام مصلحة في هذا الاسترقاق..


يتبع