..:: محاضر بجامعة الإمام ::..
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 235

وقفــــــــــة تأمل.... (2)
و نحن أيها الإخوة و الأخوات في زمن ، كثرت فيه و عظمت الأهواء و الفتن ، نالت الكبير و الصغير، الغني و الفقير ، البنات و الأبناء ، الرجال و النساء ، على حدٍّ سواء :
قنوات تَهدم ، و شارع يَهدم ، و صحف و مجلات تَهدم ، و مناهج تُهدم ، إلا ما شاء ربك ، و قليلٌ ما هي ، فتن و أهواء ، لا يثبت أمامها ، و لا ينجو من حبائلها إلا من حفظه الله ؛ فنجاه منها و هداه ؛ " فالله خير حافظاً و هو أرحم الراحمين " [يوسف:64].
تأمل في حالك ، و انظر في سقوط أكثر الناس في تلك المهالك ، تجد أكثرهم غوي بأدنى شبهة ، أو ضل بأقل شهوة ؛ فالجأ إلى مولاك الكريم ؛ " فالله خير حافظاً و هو أرحم الراحمين " [يوسف:64].
و من لطف الحفيظ العليم ، و من إحسانه القديم ، و فضله و جوده العميم : حفظه للعبد إذا حفظ الحدود ، و قام بالحقوق ؛ فوقف عند الأوامر بالامتثال ، و عند المناهي بالاجتناب ، و استحيا من الله حق الحياء ؛ فحفظ الرأس و ما حوى ، و البطن و ما وعى ، و تذكر الموت و البلى ، و أقبل على الحياة الأخرى ، و زهد في الحياة الدنيا ، و تجافى عنها.
حافظ على الصلوات ، بأداء السنن و الشرائط و الأركان و الواجبات ، و كان عليها من الدائمين ، " حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و قوموا لله قانتين " [البقرة:238].
أدى زكاة البهائم و العروض و الأثمان ، و جح البيت و صام إيماناً و احتساباً شهر رمضان ، فغفر له ما سلف من الذنوب و العصيان.
برَّ بالوالدين و أحسن إلى الأقرباء ، و أحسن تربية البنات و الأبناء ، و نصح لأصحابه و إخوانه ، في جميع شؤونه وسائر أحواله.
و حاصل أمره ، و خلاصة شأنه ، تحقيق منزلة الأولياء المتقين : " إياك نعبد و إياك نستعين " [الفاتحة:5].
حذاري حذاري من المعاصي و السيئات ؛ فإنهنَّ جراحات ، و ربَّ جرح وقع في مقتل.
و من عجيب حفظ الله -جل و علا- ، لعبده إذا كان هكذا ، أن يحفظه في ذريته من المكاره و الأذى ، و صدق –سبحانه و تعالى- : " و كان أبوهما صالحاً " [الكهف:82] ، قال سعيد بن المسيب -رحمه الله- لابنه ناصحاً و مذكرا : " إني لأزيد في صلاتي من أجلك ؛ رجاء أن أحفظ فيك ".
و قال عمر بن عبدالعزيز الخليفة العادل في مملكته : " ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه ، و عقب عقبه " ، و قال ابن المنكدر العدل الضابط في روايته : " إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده و ولد ولده ، و الدويرات التي حوله ؛ فما يزالون في حفظ من الله و ستره ".
و من حفظ الله في حال القوة و الشباب و الصبا ، حفظه الله إذا بلغه الكبر و اشتعل الرأس شيبا ، قال عالم عابد هُمَام ، و قد جاوز المئة عام ، و هو ممتع بالعقل و القوة و حسن القعود و القيام : " هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر ؛ فحفظها الله علينا في الكبر " ؛ " فالله خير حافظاً و هو أرحم الراحمين " [يوسف:64].
اللهم يا حفيظ ، يا عليم احفظ من قام بشعائر دينك خير قيام ، يوم تركها و هجرها أكثر الأنام.
اللهم اخصص منهم من قام بشعيرة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرات ، و صبر و صابر على الأذى و الاحتقار و الترهات.
اللهم احفظ من هجر الأوطان ، و فارق الأزواج و الولدان ، و ترك الأموال و الأصحاب و الخلان ؛ و جاهد في سبيلك ، و احتسب الأجر و الثواب في ذلك .
و الحمد لله على كل حال....
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله آل مسعود القحطاني ; 06-11-2007 الساعة 11:21 AM