
الفرق بين "الحنيفية" و"التوحيد"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه،أما بعد:
فالفَرْقُ بَيْنَ : "الحَنِـيْفِيَّةِ" وَ "التَّـوْحِيْدِ"هو كما قال ابن قيم الجوزية– رحمه الله - : "الحنِيْفُ : المقْبِل على اللهِ ، المعرض عن ما سواهُ .
و مَنْ فَسَّره بالمائل فلم يفسِّرْه بنفس موضوع اللفظ ، و إِنَّما فسَّره بلازم المعنى ؛ فَإِنَّ الحَنَفَ هو الإقْبَالُ ، و مَنْ أقبلَ على شئٍ مال عن غيره ، و "الحَنَفُ في الرِّجْلين" هو إقبال إحداهما على الأُخرى ، و يلزمُهُ مَيْلُها عن جهتها"ا.ه["جلاء الأفهام في الصلاة و السلام على خير الأنام"ص155]
و قال – أيضاً - : "الحنيفُ : المقبلُ على الله ، و يلزم هذا المعنى مَيْلُهُ عن ما سواه ، فالميل لازمُ معنى الحنيفِ ، لا أَنَّـه موضوعُهُ لغةً"ا.ه["مفتاح دار السعادة و منشور ولاية العلم و الإرادة"ص1/132]
و قال – أيضاً - : " "الحَنيفيَّةُ" و "التَّوحيدُ" : هي دين جميع الأنبياءِ – الذي لا يَقبل الله من أحدٍ ديناً سواه - ، و هو الفِطْرة – التي فَطَر الله عليها عبادَه - .
فمَنْ كان عليها فهو المهتدي ، لا مَنْ كان يهودياً ، أو نصرانياً ؛ فإِنَّ الحنيفيةَ تتضمَّن الإقبالَ على الله بالعبادةِ ، والإجلالِ ، و التعظيمِ ، و المحبةِ ، و الذلِّ .
والتَّـوحيدُ يتضمَّن إفرادَه بهذا الإقْـبَال دون غيره ؛ فيُـعْبَد وحده ، و يُحَب و حده ، و يُطَاع وحده ، ولا يُجْعَل معه إلهٌ آخرُ"ا.ه ["بدائع الفوائد"4/156]