بسم الله الرحمن الرحيم
لا تزال أحداث التاريخ وصفحاته مليئةً بالعبر والعظات لكل من يريد تصفحها والاتعاظ بما حصل فيها..
فمهما قرأ الإنسان واطلع لا يزال محتاجاً إلى الاستزادة منها فهي سجل حافل لا ينتهي من الدروس والمواعظ..
كيف لا.. والمتأمل في واقع العالم الإسلامي منذ بعثة رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا يرى سيلاً هادراً لا حصر ولا نهاية له من المواقف والأحداث التي مر بها قطار المسلمين منذ ذلك الوقت..
فوفاة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وحدها كانت محنة عظيمة تجرعتها الأمة الإسلامية بمرارة.. ولكنها تجاوزتها بقوة عندما أمسك أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – زمام الأمور مبكراً وقاتل ضد كل من وقف في وجه تلك الغاية.. ثم مر عهد الخلفاء الراشدين ومع أنه كان حافلاً بالعدل والسير على منهاج النبوة إلا أنه لم يخ من المنغصات ، فالخلفاء الراشدون الثلاثة بعد أبي بكر كلهم ماتوا قتلاً وغدراً.. ثم جاء عهد الخلافة العباسية لكن ذلك لم يدم حيث أجتاح المغول ساحة العالم الإسلامي وحطموا بنيان العلم والحضارة في ذلك الميدان وألقوا حصيلة العقول وكنوز المعرفة في نهري دجلة والفرات.. وعاثوا في الأرض فساداً حتى صدتهم دولة المماليك على يد قطز – رحمه الله -.
ولو سردنا أحداث التاريخ لما سعتها صفحات ولا مؤلفات ولكن حسبنا منها المواقف والشخصيات العظيمة التي شهد لها التاريخ بالصدق والإخلاص..
حفظنا الله وإياكم من كل سوء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته