بسم الله الرحمن الرحيم
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - وأشار ( وفي رواية - وأهوى ) النعمان بإصبعه إلى اذنيه : إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمورٌ مشتبهات لا يعلمهن كثيرٌ من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه.
ألا وإن لكل ملك حمىً ألا وإن حمى الله محامره.
ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب "
( تخريج الحديث )
أخرجه البخاري ومسلم وغيرهاما وهو حديث متفق على صحته
( شرح الكلمات )
استبرأ : بكسر الهمزة من البراءة أي حصل له البراءة من الذم الشرعي ، وصان عرضه عن ذم الناس.
يوشك : بمعنى يسرع ويقرب.
يرتع : رتعت الماشية ، أكلت وشربت ماشاءت في خصب وسعة ، توسع به ، فأطلق على المتدرج من المشتبه إلى المحرم
مضغة : هي القطعة من اللحم بقدر ما يمضغ الماضغ ، والمضغ : العلك.
( فقه الحديث )
1 - أن المروهات جميعاً هي رقية إلى فعل المحرمات والإقدام عليها.
2 - أن النفس إذا عصمت عن المكروه ، هابت الإقدام عليه ورأته معصية فيكون حاجزاً منيعاً عن المحرمات.
3 - أن في هذا الجسد مضغة وهي القلب وأن هذا القلب هو السلطان المدبر للمملكة الأعضاء وما تأتى من أعمال فإن صلح هذا القلب فإنه يأمر بصلاح الأعضاء ، وإن فسد فسيأمر بالفساد.
4 - أنه هذا الحديث قادة من قواعد الإسلام وأصل من أصول الشريعة وأنه من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليه لوائح أنوار النبوة الساطعة ، ومشكاة الرسالة المضيئة
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم