وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز / مرتاح البال

كل عام وانت بخير

إن مركز التحكم لدى الإنسان هو العقل و أيضاً أن المتحكم في عاطفت الإنسان من حب و خلافه هو العقل و هذا ما أنعم

الله عز و جل به علينا و كرمنا به عن الحيوان و أيضاً لو أخذنا على سبيل المثال الطفل المولود فهو لا يستطيع التحكم

بتحركاته إلا من خلال التعليم و التركيز وهذا عن طريق العقل و أيضاً المجنون فلا يأخذ بكلامه و لا بأفعاله و أيضاً الذي

يشرب الخمر - حمنا الله و إياكم منه - فمن يشرب الخمر يذهب عقله فلا عقل له و لا يستطيع التحكم و السيطره على

نفسه , إذن العقل هو الذي يتحكم الإنسان من خلاله بالأشياء فهو نعمه من الله عز و جل و أيضاً العقل هو ما يبدأ بالحب

لدى الإنسان ففي بعض الأحيان إذا رأى المحب محبوبه يحس أن قلبه زاد نبضه و ما هذا إلا أن العقل ميز و أرسل للقلب

إشارات عن طريق الأعصاب و هذا يحدث توافق ذهني مع القلب يتم من خلالها الإحساس و الشعور العاطفي و ما شابه

ذلك و أيضاً لو سمعنا خبر سيء فيتم إرسال إشارات عصبيه عن طريق العقل للقلب ,

و أيضاً العقل يتم من خلاله التمييز و يتم التفكر و التدبر !!!!!

العقل والقلب كلاهما لايمكن الفصل بينهما إذا اردنا أن نحصل على الصوره الصحيحه والحكم الصائب لان من غلّب العقل

جنح وأفرط ومن غلّب القلب ضعف وأخطأ ..

فكلاهما قوتان عظيمتان وضعهما الخالق سبحانه في جسد الإنسان لهما وظائف عضوية ونفسية

فالقلب ياتي دوره أولاً قبل العقل فهو يوقن ويصدق وهو مركز الإعتقاد ,

وياتي مباشرة دور العقل في ذلك في تصنيف هذا الإعتقاد أو الإيمان في مدى صوابه أو خطأه ..

أن العقل: هو القوة المدركة للحقائق القائمة على الدليل و أن القلب هو القوة المميزة لمدركات العقل فهو مركز العقيدة

والايمان وهذا ما يخالف راي المعتزله في حين قالوا أن القلب والعقل لفظان لمسمى واحد فخالفوا بذلك التشريع

الإسلامي المتوزان الصحيح الذي يقوم على القلب والعقل معاً ..

وعلى هذا الإساس دائما ما نقول أن القلب حين يتخلف عنه العقل يتبع شهواته , والعقل إن جانب القلب وعارضه وهمش

دوره فدائماً ما تأتي قرارات العقل صارمة غليظه وقد تجنح عن الصواب حتى في الأمور العقديه فالتفكير العقلاني

للبشر لايكفي وحده في كثير من الأمور الإيمانيه القلبيه لدينا نحن المسلمين ...