دروس لشهر رمضان المبارك ( 26 ) أطيب من ريح المسك (2/2)
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس السادس والعشرون
أطيب من ريح المسك (2/2)
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن الحديث في هذا اليوم بيان للمعنى الثاني من كون خُلُوفِ فَمِ الصائمِ أطيبُ عند الله من ريح المسك.
قال ابن رجب – رحمه الله - : " أن الصيام لما كان سِرَّاً بين العبد وبين ربه في الدنيا أظهره الله في الآخرة علانية للخلق ، ليشتهر بذلك أهلُ الصيام ، ويُعْرَفوا بصيامهم بين الناس ، جزاءاً لإخفائهم صيامَهُمْ في الدنيا.
وقد تفوح رائحة الصيام في الدنيا ، وتُسْتَنْشَقُ قبل الآخرة ، وهو نوعان :
النوع الأول : ما يدرك بالحواس ، فقد كان عبدالله بن غالب من العباد المجتهدين في الصلاة والصيام ، فلما دفن من تراب قبره رائحةُ المسكِ ، فرؤى في المنام ، فسئل عن تلك الرائحة ، فقال : تلك رائحة التلاوة والظمأ.
والنوع الثاني : ما تستنشقه الأرواح والقلوب ، فيوجب ذلك للصائمين المخلصين المودة والمحبة في قلوب المؤمنين .
قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا )
قال يوسف بن أسباط " أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء : قل لقومك يخفوا لي أعمالهم وعلي إظهاراها " أهـ كلام ابن رجب بتصرف يسير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الوهابي ; 08-10-2007 الساعة 02:10 PM