
دروس لشهر رمضان المبارك ( 14 ) ولا يصخب ولا يجهل( 1/3 )
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الرابع عشر
ولا يصخب ولا يجهل( 1/3 )
الحمد لله مُعِزِّ من أطاعه ، ومُذِلِّ من عصاه ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد :
فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام جُنَّةٌ " فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل " وفي رواية : " ولا يصخب " بدلاً من قوله : " ولا يجهل ".
قال ابن حجر رحمه الله : " قوله : " ولا يجهل " : أي لا يفعل شيئاً من أفعال أهل الجهل كالصياح ، والسفه ، ونحو ذلك "
وقال : " الصخب : الخصام ، والصياح ".
وقد تقد أن المرادَ بالنهي عن ذلك تأكيدُه حالةَ الصوم ، وإلا فغيرُ الصائمِ منهيٌّ عن ذلك أيضاً " اهـ.
ففي هذا الحديث درس عظيم من دروس الصيام ، ألا وهو حمل المسلم الصائم على أدب من آداب المخاطبات ، ألا وهو تجنُّب الجهل ، والصخب ، لأن ذلك دليلٌ على خفةِ العقل ، والغفلةِ عن مغبة الكلام ، وقلة التدبر للعواقب ، فكم جر الجهل والصخب من الويلات ، وكم تسبب في المقاتلات ن وإذكاء نار العداوات.
معاشر الإخوة الصائمين للحديث بقية....
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.