عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-2007, 01:30 PM
  #7
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Read الاختلاف في مناظير الفهم..؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم
الاشتغال على نقد المفاهيم إجراء ضروري ، وعمل حيوي ن حيث تبدو المفارقات ، وتتّضح المعاني والمسافات بين الماضي وما هو آت ، علاوة على ما لها من فائدة مرجوّة في استبانة الطرق وتقويمها متى ما كان ثمّة خلل يعتور الطريق ، ويسد منافذ العقل ، وإليك مثالاً يوضح الصورة ، ويكمل الإطار :
دائماً ما نسمع عبارة " هذا شرع الله " و " ذاك حكم الله " و " هذا موقف الإسلام " الأمر الذي جعلنا إزاء مفهوم ينطلق صاحبه من منصّة " التحدث نيابة عن الله! " ومثل هذا المفهوم يمر دون أن يفطن إليه أحد ، علماً أن النصوص والشواهد والأقوال والفوائد تُحذر من استخدام هذا المفهوم ، فإذا كانت النصوص حمّالة وجوه متعددة " كما أثر عن علي كرم الله وجه فمن باب أولى أن تكون أوجه النّظر إليها ، واستقاء الأحكام والمفاهيم منها على ذات النهج من تعدد الوجوه ما دام الناس على ماهم عليه من تفاوت في درجات الاستيعاب ، واختلاف مناظير الفهم ، وكل هذا ولا شك سيدخل كل متحدث " بالإنابة " عن الإسلام في حرج التنطع وإلغاء حق الآخرين في " الفهم وإعمال العقل.

مرةً ذات لقاء سألت الدكتور الشيخ القرضاوي مستفسراً : 0 ما حكم الإسلام في.. ) وقبل أن أكمل السؤال ، قاطعني بقوله : " أنا لست المتحدث باسم الإسلام وإنما أنا أتحدث عن الحكم كما أفهمُ الإسلام من نصوصه وآلياته..الخ "
هذه الفكرة جعلت القلم يشتغل بحثاً وتنقيباً عن تأصيل لهذه المسألة ن الأمر الذي تحقق في النهاية ، حيث جاء في حديث بريدة عندما قال له صلى الله عليه وسلم : "فلا ننزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا " ويُعلق آنذاك الشيخ خليل عبد الكريم بقوله : " فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يؤكد أن الصحابي قد يعجز عن الوصول إلى حكم الله الصحيح ، فكيف يجبر – دعاة الإسلام – لأي مسلم اقترب من الأصول الصحيحة أن يحتكر الحديث باسم الإسلام.."!! راجع أعمال الشيخ خليل عبد الكريم ( 2/228)
وحتى تتضح الصورة أكبر ، من الممكن إيراد قصة ذكرها الشيخ خليل أيضاً يقول فيها : ( ولقد قرأ أحد كتاب الرسائل على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما يلي : " وهذا ما رواه الله تعالى وعمر بن الخطاب.. فغضب الفاروق غضباً شديداً ، وقال له : بئس ما كتبت امْحُه وأكتب بدلاً منه " هذا ما رآه عمر فإن كان خطأً فوزره عليه وإن كان صواباً فهو من الله تعالى..!! )
وبعد إن إطلاق الألفاظ دون مراعاة لمؤدّاها طامة كبرى ، وقسمة ضيزى وما أظن من يطلق مثل هذه المفاهيم التي تؤدي إلى يقين زائد واعتقاد واحد وصواب خالد ما أظنّها إلا بدايات لخلل رهيب وخطأ معيب إذا لم تُستدرك فالله – جل شأنه – يعلم كيف ستكون العاقبة والمنتهى والمال؟

ولو رجعنا إلى التراث السلفي سنجد ابن القيم الجوزية يؤكد أن الحكم والفتوى هو توقيع وإصدار حكم عن الواحد القهار ، لقد جعل ذلك في كتابه الموسوم بـ "إعلام الموقعين عن رب العالمين " والفرق كبير بين توقيع الله جل شأنه والتوقيع عنه.. والله من وراء القصد
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً