عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-2007, 02:13 PM
  #1
صابر الأديب
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 279
صابر الأديب is just really niceصابر الأديب is just really niceصابر الأديب is just really niceصابر الأديب is just really niceصابر الأديب is just really nice
افتراضي أساليب بدائية هامة في قريتي قبل حين

استمرارا في نشر المقالات عن قريتي قبل 34 سنة تقريبا يسعدني إيراد الموضوع التالي عن بعض الوسائل التي كان يستخدمها أهل قريتي في جلب الطعام والحفاظ عليه :
كانت والدتي تقوم بجمع السمن في إناء مصنوع من جلد الماعز الصغير يطلق عليه ( العكّة ) وقد يضاف إلى ذلك الوعاء عصير التمر المحمّى على النار ليقفل الثقوب ويسمى ( بالرباب ) وتعتبر العكّة حافظة جيدة للسمن ، وقد تصل مدة الحفظ إلى عدة سنوات .. والنوع الكبير من العكك يطلق عليه ( الظرف ) والظرف قد يتّسع لأكثر من عشرين لترا تقريبا من السمن . وبالمناسبة إذا طالت فترة ادّخار السمن وحفظه يتغيّر طعمه بيد أنه لا يتسبب في تسميم آكله ويسمى ذلك السمن الآسن تقريبا بـ ( القميط ) !
لم تكن تعرف الثياب الجديدة فقد كان الأب يشتري قماشا أبيض اللون من الخام الثقيل يطلق عليه ( مبرم ) ويقوم بخياطة الثياب بعض الخياطين من أهل القرية الذين يعتمدون على آلات بدائية في الخياطة مثل ( الإبرة – السلك – والكلّوب ) . والكلّوب خشبة على شكل زاوية حادة يوضع أحد طرفيها تحت ركبة الخياط ، والطرف الثاني يعلق به طرف القماش عن طريق ربطه بمشجب ، وهو أشبه بالماسكة ثم يخيط الخياط الثوب بيده ، وقد يستغرق في خياطته أسبوعا تقريبا .
يتم تلوين ثوب المرأة بعصارة قشر الرمان ليصبح رماديّ اللون ، يُعمل ذلك كنوع من الزينة فقط ، وحول اليدين والظهر تضاف قطع أخرى إلى ثوب المرأة يطلق عليها( القباب ) لتقي الأماكن الأكثر عرضة للتمزق من الإهتراء بصورة سريعة. .
كانوا يلبسون الملابس المرقعة ، وكان الشق في الثوب أحيانا قد يمتد من أعلاه إلى أسفله ، وأحيانا قد ينعدم وجود الإبرة والخيط في المنزل فيعمدون إلى شوك الطلح لشبك الثوب بهدف ستر العورة .
لم تكن السراويل منتشرة في تلك الأيام ، خاصة سراويل الرجال نظرا للفقر المدقع المنتشر بين السكان ، وأيضا ينعدم تماما وجود السديريات . كما أن غسيل الملابس يكاد يكون معدوما نظرا لعدم وجود البديل من الثياب أثناء غسيلها . وفي حالة الإقدام على غسل الثوب فإنه من المحتّم على من لا يجد بديلا ( غيارا ) أن يتوارى عن أنظار الناس حتى يجف ثوبه أو بالأحرى حتى يخف بلله ليعاود لبسه مرة أخرى . وقد استمرت تلك المعاناة حتى بعد عام 1380 هـ . لم يكن الصابون معروفا في تلك الفترة أو على الأصح لم يكن بمقدور غالبية القوم الحصول على مادة الصابون لذا كانوا يستخدمون نوعا من الطين يمزج مع الماء بهدف تنظيف الثياب وتسمى عملية غسيل الملابس أو الشعر بذلك النوع من التراب بـ ( المياصة ). كذلك لم تكن براميل النفايات موجودة آنذاك ، حيث لا توجد نفايات تذكر . والنفايات كانت عبارة عن مخلّفات إشعال النار تقريبا، لذا تعمد كل مجموعة من البيوت إلى رمي الرماد في مكان واحد بالقرب من تلك البيوت ويطلق على ذلك المكان ( المرمادة ) وهو مكان مخصص لرمي باقي الرماد فقط ، وكان اللعب في الرمادة أو العبث بالرماد مكروها خوفا من أن يتعرّض الشخص للبس الجنّ .
كان الناس بسطاء في كل شئ ، وكانت الحياة بدائية تقريبا ، فصغار الغنم يعزل عن أمهاتها حتى لا ترضع الحليب من أمهاتها ، وإذا كان لا بد من الجمع بين الصغار والأمهات فيعمد الناس إلى صنع ما يُسمّى بـ ( الشمالة ) وهي خرقة بالية يغطى بها ضرع الشاة أو البقرة أو الناقة، وخلال الليل تراح الأمهات من الشمائل وتكمم أفواه الصغار بنوع من الكمامات يطلق عليه ( البشامة - الشبامة) وهي مصنوعة من سعف النخيل أو ما يسمى ( بالخبار ) .
لم تكن الحافظات الصحية للطعام موجودة ، ولا الثلاجات ولا البرادات، فكان الناس يستخدمون ما يُسمّى (بالجونة ) أو ( المقشطة ) لحفظ الطعام لعدة ساعات ، والجونة مصنوعة من سعف النخل وقد تتسع لحوالي 30 كجم وتستخدم فقط لحفظ الخبز من التلوث وحفظه من أن تلتهمه بعض الحيوانات وقد يطول الحفظ لأكثر من يوم أحيانا .
أما الحبوب فكانت تحفظ في غرف خاصة بحفظ الحبوب وعادة ما تكون في الدور الثاني من البيوت ، ويطلق على تلك الغرف ( المخاويل ) ويخزّن الحب داخلها وذلك بخلطه مع نوع من الرمل الناعم الأسود اللون ويسمى ( النيس ) وهذا الرمل يحفظ الحبوب لعدة سنوات من تعرضّها لأذى نوع من الحشرات يطلق عليها ( السيب ) حيث تقوم حشرة السيب بأكل لبّ الحبة فلا يبقي إلا قشرتها ، وحينئذ لا يكون للقشرة فائدة ، وتكون الخسارة في هذه الحالة فادحة جدا.
أما تبريد الماء [ فعند ملء القربة ( والقربة وعاء مصنوع من جلد المعز] من مياه البئر يحفظ الماء في القربة ويوضع على حجر في مكان مكشوف خلال الليل بحيث يربط فم القربة حتى لا تدخل عبره الحشرات أو الوزغ أو الثعابين أو غير ذلك .
والقربة الواحدة تكفي الأسرة ليلة كاملة مع العلم بأن ماء القربة يستخدم في صنع الطعام والوضوء وأحيانا في نظافة الجسم . وإذا كانت الأسرة تحتاج لأكثر من قربة فيفرّغ ماء القربة في بعض الأواني كالدلال والصواني ثم يعاد ملء القربة مرة أخرى .
من أشهر الدلال ( المطبخ ) والمطبخ دلة كبيرة مصنوعة من النحاس ويمكن أن تتسع لأكثر من خمسة ليترات من الماء ، ويستخدم كوعاء للماء وهو ملحق بالدلال ويوضع مع الدلال في الصلل بالقرب من النار .
كان الطفل المولود يلف في لفافة وهي عبارة عن أقمشة قد تكون بالية، إلا أنها نظيفة . كما كان يستخدم الرمل الناعم ( النيس ) كحافظ للطفل وذلك بوضعه تحت ظهرالطفل ويلف باللفافة الخاصة ويطلق على ذلك الرمل ( الجفاف ) ويُرفع الطفل عن الأرض وذلك بتعليقه في وعاء مصنوع من جلد الماعز ومحفوف بأخشاب ، ويُسمّى ذلك ( بالميزب ) . أما رضاعة الطفل فكانت طبيعية خالصة ، وإذا مرضت أمه يرضع الطفل من امرأة أخرى ، لذلك انتشرت حالات الرضاعة بين الأطفال انتشارا واسعا للحاجة إليها .

إذا لم تعدْ المرأة قادرة على الحمل وهي في سن يسمح لها بذلك ، تتولى إحدى النساء الخبيرات إجراء عملية ضرب جسم المرأة التي تودّ معاودة الحمل بكفيها بشدة ، وتُسمّى تلك العملية ( بالخبط ) تضربها ضربا شديدا ، ومن الملحوظ أن أكثر النساء اللاتي يتعرضن للخبط يحملن ، فسبحان الله الذي يعطي الناس على قدر نياتهم .
__________________
[poem font="Arial,4,white,bold,normal" bkcolor="firebrick" bkimage="" border="none,1," type=2 line=0 align=center use=sp]أُحٍـبُّ مـن الإخـوانٍ كـلَّ مُـواَتـي=وكلَّ غضيضٍ الطرفٍ عن عثَراتي
يـوافقُنـي فـي كــلٍّ أمـرِِِِِ أُرٍيـده=ويـحـفـظـني حيّـاً وبـعـد مـماتي
فـمَـن لـي بهذا ؟ليت أَني أصبتـُهُ= َـقَـاسـمتُـه مـا لـي مـن الحـسنـات
تصفّحـتُ إخوانــي فـكـان أقلُّـهـُـم=علـى كثـرةٍ الإخــوان أهـلُ ثٍقَـاتـي[/poem]
صابر الأديب غير متواجد حالياً