
معاناة مكة والمدينة والفكر الإداري العجيب
حديثي اليوم عن معاناة يعانيها سكان مكة المكرمة والمدينة المنورة كل عام وهي أقدم معاناة ، كل عام تدل بلا أدنى شك أن من يحدد الفترة الزمنية لبدء العام الدراسي والإجازات المدرسية شخص أو أشخاص لا تتعدى رؤاهم منطقة الرياض وما حولها ، والمقصود هنا وزارة التربية والتعليم الموقرة ، التي تضع جدولاً زمنياً كل عام أكبر من يتضرر منه هم سكان المدينتين المقدستين.. هذا العام تنتهي الدراسة في رمضان يوم 21/9 طبعاً هناك تسعة أيام لمن أراد أن يعتمر أو يقضي جزءاً أو كل العشر الأواخر في مكة المكرمة والمدينة المنورة... نعم لا يهم من اقر القرار وإلا ما ذكرت الذين هم خارج المدينتين المقدستين.. أما من فيها وما يعانونه من صعوبة الحركة والتنقل مع وجود أكثر من ثلاثة ملايين معتمر فلا يهم وزارة التربية والتعليم ، لأنهم منظرون ولا يعلمون أو لا يريدون أن يعلموا..
لكن لو أن هذا الحدث الذي يتكرر كل عام في مدينتهم ولمسوا وتكبدوا وعايشوا المعاناة لكان انتهاء الدراسة غير هذا في شهر رمضان فما بالكم في شهر ذي الحجة تنتهي الدراسة يوم الثالث من ذي الحجة.. ألم أقل إن الجدول الزمني مرتب لمن هم خارج مكة والمدينة من يوم 20 ذي القعدة.. دون أي استثناء لهذين المدينتين.. طبعاً المنظر ينظر من برجه العاجي ويصدر قراراته وهو قابع خلف مكتبه.. لكن لو يزن الأمر بميزان الواقعية لتغير الوضع وينطبق على هؤلاء المثل الشعبي الذي يقول : " اللي يده في المويه ما هو مثل اللي يده في النار "
وأثبت أن ما يتم من قرارات هي لا تخدم سوى ما يراه ويشاهده أو تمس حياته هو ، كأنه يقول " أنا ومن بعدي الطوفان "..
قبل أشهر عدة عقد بالمملكة مؤتمران احدهما في مكة والآخر بالرياض ، الذي كان في مكة هو قمة المؤتمر الإسلامي والذي كان الرياض هو القمة العربية.. طلاب الرياض منحوا إجازة ونعلم أن هذه الإجازة حق لأنهم سيجدون صعوبة في التنقل والحركة مع قدوم الوفود العربية وتحركاتهم داخل الرياض.. مع سعة الرياض وكبرها ووسع شوارعها أيضاً..
لكن أين هذه الإجازة عندما عقد مؤتمر القمة الإسلامي في مكة وعدد الدول والوفود المشاركة فيه ثلاثة أضعاف عدد المشاركين في القمة العربية.
أين هم من هذه الإجازة..؟!
ألم أقل لكم أن من يقرر الاجازات بوزارة التربية والتعليم لا ينظر أكثر مما يمس واقعه هو ومن حوله من الجيران والأقارب والأصدقاء... يا سبحان الله فكر إداري عجيب ورؤى ثاقبة وتخطيط سليم..
آخر الكلام :
سيقدم علينا شهر الرحمات والقيام والصيام... فأوصيكم وأوصي نفسي بالعمل والبدار البدار
اللهم بلغنا رمضان