بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بيوتنا مليانة بالبنات ،
من مستويات مختلفة ،
جامعيات وغير جامعيات ،
ومثقفات ونصف مثقفات ،
حلوات وأنصاف حلوات ،
مليانة من كل المستويات ؛
لكن :
مالذي يجعل نسبة العنوسه تزداد بمرور الوقت
ستار حديدي وحدران عالية وعالم من العزلة يفصل البنات عن الحياة وعالم الرجال في بلادنا ،
من الصعب اختراقه أو الاقتراب منه ،
وليس من اليسير الحصول على معلومة عن بيت آل فلان ،
أو بنت آل فلان ؛
لأن ذلك يستدعي جهدا خارقا وشبكة من العلاقات وأساليب غريبة وتدخلات من أطراف متعددة للحصول على نزر يسير
من المعلومات عن البنت ومستواها العقلي والعلمي والجمالي وما إلى ذلك مما يهم العريس ...
أو أن الطريق الوحيد بتكليف خاطبة تطببك في حفرة ماتطلع منها ؟!
أو ان أمك هي اللي تدور لك وتحط مواصفتها اللي تبيها هي لا أنت في البنت ،
أو أن اختك تقوم بهذا الدور الخاص ،
وكلهن لن يغنوك عن رؤيتك الشخصية ومعرفتك واطلاعك المتفحص الدقيق العميق ...
وفي المقابل تضج بيوتنا بالبنات المهيآت للزواج وتمضي سنة بعد سنة والباب لايطرقه أحد ،
لانقصا في جمال أو ضعفا في حال ،
أو في علم ،
أو سوء في أخلاق ؛
وحتى حين يأتي خاطب مقدم على علاته وعلى ما وصل إليه من معلومات مبتورة قد لايقبل به الأب ؛
طمعا في الأفضل مالا أو جاها أو موقعا وظيفيا ،
والضحية بطبيعة الحال الابنة المخبأة بين الجدران العالية في انتظار الأقدار والحظوظ وخبط العشواء والنظرة الصدفة
التي قد تغير مجرى الحياة .
نحن أمام معضلة ،
والسبب :
" التقاليد "
التقاليد العقيمة التي تحجز النساء عن الرجال بصورة مبالغ فيها ،
إن هذه الجريمة التي وقعت في القطيف بسبب تعنت الأب وتقدم عمر الفتاة يكشف لنا فداحة هذه القضية ،
وضرورة فتح هذا الملف الموجع ،
ومكاشفة أنفسنا والبحث عن حلول لعزلة النساء عن الرجال على النحو الذي نعيشه .
نحن لايعلم بعضنا عن بعضنا شيئا ،
وكأننا ونحن بجوار بعض نعيش في جزر نائية ! .