عرض مشاركة واحدة
قديم 30-07-2007, 06:48 PM
  #17
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Lightbulb فلسفة ثقافة العنف؟

بسم الله الرحمن الرحيم

باتت تتحكم بالعالم شرقاً وغرباً ، ثقافة واحدة هي فلسفة العنف.
والعنف العسكري هو وليد العنف الثقافي ، وكذا العنف السياسي والعنف الاجتماعي.
مشعلو الحروب ، إلى أية دولة أو تنظيم انتموا ، تحركهم فلسفة واحدة هي فلسفة العنف ، ومن الخطأ الاعتقاد أن لأصحاب العنف فلسفات مختلفة ، فجميعهم ينتمون إلى فلسفة واحدة هي العنف ، خطأ ، لأن جميع الأطراف التي تعتمد العنف في صراعها تنضوي تحت لواء فلسفة واحدة ، هي فلسفة العنف.
وهذه الفلسفات ليست فلسفة طارئة أو ظاهرة عابرة لكي نأمل بمحدودية زمنها وانقضائها القريب.
التاريخ البشري بأكمله رزح دائماً تحت سوط هذه الفلسفة : تحكم الأقوياء بالضعفاء ، الحروب بجميع أنواعها ، الإمبراطوريات والاستعمارات والهيمنات.. هذه هي التاريخ بالضبط ، وهي كلها وليدة فلسفة العنف.
تحكم العنف بالبشرية منذ فجر تاريخها في الغابات ، وتلك الغابات ذاتها لا تزال إلى اليوم في عقل البشر ، ففي العقل البشري ما برحت تتجول ضواري الغابة الأولى ، وإذا تحولت العصي والأنياب إلى بنادق ودبابات وطائرات ، فليس ذلك تطوُّراً مهماً على الإطلاق.
إنه فقط مجرّد إبدال أداة افتراس بأداة أخرى ، لا غير.
مشعلو العنف اليوم ، حروباً أو إرهاباً ليسوا إلا ضواري حديثة.
نسخة منقحة عن ضواري الغابات الأولى ، في غابة القرن الحادي والعشرين ، و الفلسفة العنيفة التي عبرت عصوراً كثيرة لم تستحدث سوى آلاتها ، واحتفظت بنطفتها الأولى ، فليس صحيحاً أن البشرية تقدمت في إنسانيتها.
ما تقدم وتطور هو ألآت العنف وأساليبه وسوى ذلك نبحث عن الإنسانية ولا نجدها.
إلى أية فلسفة يمكننا أن نعيد ما يجري في العالم اليوم؟ فلسفة السلام؟ فلسفة التعايش بين البشر؟ فلسفة الأخوة الإنسانية؟ فلسفة احترام الآخر؟ أن فلسفة العنف وحدها؟
تلك الفلسفات الإنسانية ليست سوى شعارات ، ولم تكن يوماً سوى شعارات... وكم من جرائم ارتكبت باسمها!!
واليوم مثل الأمس شعارات إنسانية وأفعال ضواري.. وغداً : مثل الأمس واليوم أيضاً.
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً