
الوليد في العصر السابق في الجنوب موضوع رقم 8
ومن الأشياء الطريفة تجاه الوليد ، أن يقوم الأب بعد الولادة بساعات بترديد عبارات الآذان في أذنيه ، كما تقوم المرأة بتحنيك الوليد ، وذلك بإدخال تمرة في فمه ، تمسح بها لثته ولسانه وزوره ، وتقوم كذلك بحزم رأسه ليكون مستديرًا عندما يكبر، وتضع على فروة رأسه مستخرجًا حجريًا يطلق عليه ( المرّ ) ومهمته أن يزيد من صلابة عظام الجمجمة . وكان يلف المولود في خرق مغسولة ( كفلة ) ثم يحزم جميع بدنه حتى لا تتناثر ( الكفلة ) ثم يتم رضاعه ، ويودع عند نومه في وعاء خاص مصنوع من جلود المعز المدبوغة ومشدود من أطرافه بعصي وله عروتان من الحبال يعلق بواسطة حبل في أحد المعاليق ، ويسمى ذلك الوعاء ( بالمزبى ) وقد يعلق المزبى وفيه الطفل في غصن شجرة حتى لا يتعرض المولود لخطورة الدهس من بعض الحيوانات أو اللدغ من بعض الزواحف كالثعابين والحيّات .
يستمر رضاع الطفل حوالي سنة ، ثم يفطم من الرضاع من ثدي أمه وذلك بأن تضع على حلبة الثدي عصارة نبات يطلق عليه الصبّار، عندئذ يبدأ الطفل في التقزز من الرضاعة ويصاحب ذلك بكاء شديد للطفل وجوع ، حيث لم يكن آنذاك للسريلاك وبعض أنواع التغذية الحديثة وجود . وبدلا من الحفّاظات التي لم تأت إلى بلادنا بعد ، كانت الأم تضع تحت الطفل رملا ناعمًا أسود اللون يطلق عليه ( الجفاف ) ومهمته حماية الطفل من آثار البلل .