عرض مشاركة واحدة
قديم 18-06-2007, 08:48 PM
  #1
بن خرصان
مشرف سابق
 الصورة الرمزية بن خرصان
تاريخ التسجيل: Apr 2006
الدولة: عالـــي السحاب
المشاركات: 4,456
بن خرصان has a reputation beyond reputeبن خرصان has a reputation beyond reputeبن خرصان has a reputation beyond reputeبن خرصان has a reputation beyond reputeبن خرصان has a reputation beyond reputeبن خرصان has a reputation beyond reputeبن خرصان has a reputation beyond reputeبن خرصان has a reputation beyond reputeبن خرصان has a reputation beyond reputeبن خرصان has a reputation beyond reputeبن خرصان has a reputation beyond repute
افتراضي اتصالاتنا تفتخر بأنها أخذت (65) ملياراً من جيوبنا

إثر انتهاء اللقاء السنوي السادس عشر لجمعية الاقتصاد السعودية الذي أقيم بدعم مالي من شركة الاتصالات السعودية نشرت إحدى الصحف المحلية خبراً أو تحقيقاً أو تعريفاً (لا أدري ماذا أسميه) خاصاً بشركة الاتصالات السعودية، يعدد مآثر الشركة وإنجازاتها ويؤكد وضعها المرموق ومكانتها العالمية المتقدمة، ووضعت الصحيفة عنواناً لذلك التعريف أخذته مما ورد في ثنايا التعريف بأحد تلك الإنجازات، وكتبته بالخط العريض هكذا..(الاتصالات السعودية تضخ 65 مليار ريال في خزينة الدولة خلال 9 سنوات) ويبدو أن شركة الاتصالات هي التي أعدت هذا التعريف أو على الأقل وفرت معلوماته ليطلع عليه المشاركون في اللقاء وتنشره وسائل الإعلام ليطلع عليه المواطنون كعمل إعلامي تقوم به الشركة عن نفسها بمناسبة اللقاء خاصة وأنها هي الداعم الرئيسي للقاء أو أحد داعميه الرئيسيين، وقد قامت إحدى الصحف بنشره بذلك العنوان الذي أشرت إليه، وقد يكون التعريف نشر في عدة صحف ولم أنتبه لوجوده إلا في إحداها.
وبالتأكيد فإن من الطبيعي ومن المفهوم أن تفخر الشركة وتعتز بإنجازاتها ومكانتها العالمية المرموقة وأن تقول بزهو إنها المؤسس الاستراتيجي للبنية التحتية لشبكة الاتصالات في المملكة، وإنها أكبر شركة اتصالات على مستوى الشرق الأوسط وإنها في مصاف الشركات العالمية في قطاع الاتصالات العالمي، وإنها من أكبر المساهمين في تشغيل الكوادر البشرية السعودية، وإن لها إسهامات ضخمة في تنشيط القطاع الخاص السعودي إلى آخر تلك الإنجازات والإسهامات الجيدة والتي نشكر الشركة من أجلها.. أقول من المفهوم ومن الطبيعي أن تعدد الشركة كل ذلك بفخر واعتزاز وبزهو أيضاً ومن حقها ذلك...ومن الطبيعي والمفهوم أن نفخر نحن أيضاً معها بذلك ونشعر بالزهو.. ولكن الأمر غير الطبيعي وغير المفهوم أن تضيف لذلك في هذا التعريف الموجه للمواطنين والمقيمين أنها ضخت (65) مليار ريال في خزينة الدولة منذ تأسيسها وتحويلها كشركة تعمل على أسس تجارية وربحية. لأن هذا يعني بكل صراحة وبساطة أنها تفتخر بأنها أخذت من جيب هذا المواطن وهذا المقيم الذي تتوجه بتعريفها له كل هذه المليارات الـ(65) وأدخلتها خزينة الحكومة.. فكيف تعتبر ذلك من إنجازاتها ومآثرها وتضيفها لمفاخرها..؟!
أقول لشركتنا العزيزة وأعتقد أنه يوافقني في ذلك الكثير من المواطنين والمقيمين إننا لا يمكن أن نعتبر ذلك مفخرة ومأثرة لشركة الاتصالات، بل على العكس نعتبره مصدر عتب منا على الشركة بل ومصدر مؤاخذة لأن ارتفاع أرباحها وإيراداتها لذلك الحد الخرافي يعني وبكل بساطة ووضوح أنها كانت تفرض علينا- دون خيار منا- تعرفة عالية جداً ومجحفة، الأمر الذي مكنها من جمع مبالغ ضخمة من جيوبنا كان من ضمنها تلك المليارات الـ( 65) التي أدخلتها خزينة الحكومة.


ولو أن الهاتف النقال الذي يمثل المصدر الأساسي لذلك الدخل كان مثل الشوكولاته والبسكويت خدمة كمالية لقلنا على

مضض لا بأس فهي تأخذ من جيوب الأغنياء وتدخله خزينة الحكومة لتصرفه على الفقراء، ولكن الهاتف النقال الآن ليس

خدمة كمالية بل هو من الضروريات الملحة لحد أن أشد الفقراء في بعض الهجر النائية قد يستغنون عن خدمات وسلع

ضرورية كثيرة ولكن لا يستغنون عن الهاتف النقال، بما في ذلك رعاة الماشية في البر، وهذا يعني أن شركتنا العزيزة

بتعرفتها العالية لم تكن أخذت تلك المبالغ الضخمة من جيوب الأغنياء وميسوري الحال فقط، بل أخذتها حتى من جيوب

أفقر الفقراء ودعمت بها خزينة الحكومة، فهل هذه مفخرة أم مقبرة..؟.

سأضيف إلى ما ذكرته الشركة أن تلك الـ(65) مليار ريال ما هي إلا جزء من مبالغ أخرى منها ما توزعه على مساهميها

كأرباح ومنها ما تضيفه لاحتياطياتها، أي إن ما أخذته الشركة من جيوبنا أكثر من 65 مليار ريال، ومع ذلك فمن حق

الشركة أن تفخر بما أدخلته إلى خزينة الدولة وبما وزعته على مساهميها وبما أضافته لاحتياطياتها ولكن ليس في

تعريف بها موجه للمواطنين والمقيمين أي المستهلكين، ولكن في تقارير موجهة للحكومة ولمساهميها، أما ما يمكن أن

تفخر الشركة به في التقارير الموجهة للمواطنين والمقيمين فهو عكس ذلك تماما. أي تقديم خدمة جيدة بأقل التكاليف

على المواطن، ويمكن ترجمة هذا المعنى بأن تكون التعرفة موازية للتكلفة مع هامش ربح مقبول. وتستطيع الشركة بعد

ذلك أن تواصل مفاخرها أمامنا نحن المواطنين المستهلكين بأن تعمل جاهدة على تخفيض التكلفة وبالتالي تخفيض

التعرفة، والشركة بلا شك تدرك هذا جيدا، ولذلك فإني أتمنى أن أجد ذلك في مفاخرها القادمة
.


الوطـــــن,
الاثنين 3 جمادى الآخرة 1428هـ الموافق 18 يونيو 2007م
__________________



بن خرصان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس