
الحُّرية في شعر ( محمد إقبال )
( إقبال ) يؤمن بالحرية ويعشقها عشقاً مَلَكَ عليه فؤاده ، ويُعجبه قول عمر بن الخطاب : كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟
فالحرية عند إقبال أساس الوجود ونعمة الحياة وسر البقاء ، أو قل هي الروح الذي يبعث أنفاس الحيوية ، ودم النماء في كيان الأفراد والأمم.. لهذا كان يعتقد اعتقاداً جازماً بصحة مبدأ ( الاختيار ) ولا يُرضيه مُطلقاً قول القائلين ( بالجبرية ) ، ويعتقد أيضاً أن ( الأيمان بين الجبر والاختيار )
إن الإنسان بتربية ذاته وتقويتها والاهتمام بها حسب الفلسفة التي اعتنقها إقبال والتي منبعها الشريعة الغراء ، يتدرج من الجبر إلى الاختيار ، فإذا ما وصل إلى المرحلة الثالثة في فلسفة إقبال فقد أصبح كامل الحرية ، مُطلق الاختيار ، جديراً بالأستاذية والسيطرة وقيادة العالم ، وأهلاً للقب الفقير الذي طوع يمينه متاع الدنيا الذي يزهد فيه.
فالحرية إذاً صفة غالية هامة ، عزيزة المنال ، لا تكتب كاملة إلا لمن بلغ الغاية ، وأحسن السير في طريق تنمية الذات وتربيتها ، وليس معنى ذلك حرمان كل من لم يعتنق هذه الفلسفة من حريته ، وإنما إقبال قد قرن الحرية المطلقة بالرجل الكامل التربية ، القوي الذات ، والجدير بخلافة الله في الأرض.