عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول : " جعل الله عز وجل الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين وأنزل في الأرض جزءاً واحداً فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه "
تخريج الحديث
أخرجه البخاري في الأدب المفرد باب جعل الله الرحمة في مائة جزء ، ومسلم في التوبة باب في سعة رحمة الله تعالى
شرح الكلمات
حتى ترفع الفرس : خص الفرس بالذكر لأنها أشد الحيوان حذراً من أن يصيب ولدها الضرر من وقع حافرها عليه وإن وُجدت في الخفة والسرعة في التنقل
حافر الفرس : بمنزلة القدم للإنسان
فقه الحديث
1 – فيه بيان الرجاء والبشارة للمسلمين وإدخال السرور على المؤمنين ، لأن العادة أنّ الإنسان يفرح فرحاً شديداً عندما يحصل له العلم بالشيء الموعود المخبوء ؛ ولأنه إذا حصل له بالرحمة الواحدة في هذه الدار كل هذه النعم من الإسلام والقرآن والصلاة والرحمة في قلبه وغير ذاك مما أنعم الله عليه به ، فكيف الظن بمائة رحمة في الدار الآخرة.
2 – فيه الحثُّ على الإيمان واتساع الرجاء في رحمات الله تعالى المدخرة ليوم القيامة.
3 – إن الرحمة صفة من صفات الله العُلى وهي ثابتة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة.