من أعماق قلبي أشكر كلّ من رحّب بي ، وأودّ أن أُشير إلى أنّ المهرجان الكبير الذي أقامه أبناء قبائل قحطان مؤخرا يُعدّ مفخرة تاريخية تّّضاف إلى مفاخرالأبطال من الآباء والأجداد ، رحم الله من صار إليه ، وأطال في أعمار الأحياء . لقد أثبت أبناء قحطان بأن الروابط الاجتماعية ما تزال قوية ، بل زادوا من قوة لّحمتها ، وبسطوا جميل سجاياها ، وأعطوا أمثلة لا تقبل الشكّ بأنهم أّولوا شهامة وكرم وصدق . أتمنى مستقبلا أن تكون مهرجاناتهم أشمل من مجرد مزاين الإبل وأن تمتدّ لتغطي معظم جوانب الأصالة والحضارة لتلك القبائل العريقة .
إنّ إيلاء الجوانب العلمية والأدبية والفكرية والإسهام في الموارد الإقتصادية في ظل ريادة دولتنا ، من الأمور التي يجب إظهارها ,وإظهار حجم المنافسة ومقدار الإسهام فيها .
لقد أثلج صدري الحبّ الكبير الذي أظهره أبناء هذه القبائل لقبائل قحطان حتى كادت أن تذوب في البداية ، الفوارق الإنتمائية بين أفراد مختلف قبائل قحطان . فكاد قلبي أن يطير فرحا ، وزهوت بهذا الأداء وتلك الروح العالية أمام جيراني وبين زملائي في العمل ، لقد وثب أبنائي طربا ، وصاحوا صيحات الفخر والإعتزاز عندما شاهدوا أولئك الرجال يتغنون بأمجاد آبائهم ، وبتركاتهم المجيدة ، رغم أن ظروف عيشنا أبعدتنا عن تلك الديار الكريمة والمرابع الحميدة .
لقد زاد من النجاحات الكبيرة لهذا المهرجان تلك الإحتفالات الجانبية الي أقامتها بعض العشائر القحطانية على هامش الملتقى .
في البداية كادت الإنتماءات الجانية أن تُلغى لكن طبعنا سرعان ما غلب تطبّعنا ، فبدأ الشعراء يتغنون بإنجازات بعض العشائر الصغيرة جدا ، كما نكص بعض الأخوةعلى أعقابهم عندما بدأوا بتناسي بعض القبائل القحطانية العملاقة وتهميش مشايخها حتى من مجرد ذكر أسمائهم .
أنا أغلي كلّ قحطاني يحمل هذا الإسم مهما كانت مهنته ولونه ، بل أعتبره أخا حميما لي، وأتمنى أن ينسحب هذا المعنى الإنساني ليكون سمة ملازمة لكل من ينتمي إلى هذه القبائل الموصوفة بالكرم والشهامة وإغاثة الملهوف .
أسال الله لهذا الوطن استمرار الرفعة والخلود ، وإلى الأمام يا أبناء قحطان دائما ، وأوصيكم أن تتسّلحوا بسلاح الدين والعلم ، والله معكم .