عرض مشاركة واحدة
قديم 27-04-2007, 11:00 PM
  #1
حسين بن سعيد الحسنية
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 18
حسين بن سعيد الحسنية has a spectacular aura aboutحسين بن سعيد الحسنية has a spectacular aura about
افتراضي الصديق عند الشعراء....

بسم الله الرحمن الرحيم

الصديق عند الشعراء....


لا يختلف اثنان في أن الصديق يحتاج له كل شخص منا ، لأن من طبيعة الإنسان التي جعلها الله فيه أن يكون اجتماعي وأن يختلط مع غيره خاصة إذا عرفنا أن من الأصدقاء من يبديك ويقدمك على نفسه ويرخص كل غالي لإرضائك ، ومنهم من هو مفتاح لأخبارك ، وصندوق لأسرارك ، ومنهم من يعينك على الخير ، ويكفيك الفعل ، وينسيك الهم ، ويحمل عنك الثقل ، ويطوي لك الطريق .
ولهذا كان للصديق تلك المكانة التي جعلها الإسلام ليتربع فيها حيث نجد في حديث رمز المروءة ، وعنوان الشهامة وخير صاحب لأصحابه .. نبينا محمد  الفرق بين الجلساء الجليس الصالح والجليس السوء فيقول " مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير , فحامل المسك إما أن تبتاع منه وأما أن تجد منه ريح طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحاُ منتنة ... الحديث .
ومجالسة الرجال الأفاضل ومخالطتهم وكسب سوالفهم وقصصهم صفة عربية حميدة إذا تقيدت بكل الضوابط التي تبعد عن الشك ، وتسمو بصاحبها إلى القمم ، وابتعدت عن تلك العيوب التي تطغى على عنوان الصداقة في وقتنا هذا .
ولقد أهتم الشعراء بهذا الجانب اهتماماً بليغاً وسطّروه في أحرف قوافيهم ، لتقرأه أمم خلفهم وليعلم الجميع أن الصديق هو الشيء الوحيد الذي لا يستطيع أن يتخلى عنه أي شخص ولعلى استطرد هنا بعض السّطور الشعرية الشعبية التي قالها شعراءنا الشعبيون عن الصديق ونصْحهم بمجالسة الأجواد ، والبعد عن أصدقاء السوء .
ففي حكمة بليغة تغوص في بحور هذا البيت ، التي جادت به قريحة الشاعر الكبير / محمد بن أحمد السديري ، وهو يحذر عن مقاربة اللئيم من الرجال حيث يقول:

ومن قارب الأجرب بالأمراض يعديه
عداوة تسطي بـــاللحم والعـــــظامي
ودرب الســـــــــلامة بيــّنات مماشيه
ودرب العطب يرّث عليك الكـــلامي

وفي موقف آخر للشاعر الكبير " تركي بن حميد" وهو لا يغفل هذا الجانب يقول:

ترك عشير عشـــــرته يوم أو دون
ثم يــــــبدل بك عشير وينساك
شف لك قطامي على السد ما دون
درع القفا ما ينهض الراس لخداك
اللي إلى أوحي الناس فيك يهرجون
حامي على عرضك ويدمح خطاياك
أنا رفيقي لويجي دونه الدون
ما أنساه لو أني على حوض الإدراك


وهذا " حمد هادي المسردي" يخبرنا أن عنوان صداقتنا في هذا الوقت هي المصالح وإتباع ما يهم الإنسان لنفسه ومن ذلك المال فيقول :

من كثر ماله ساروا الناس لرضاه
ولو كان ناقص قالوا الناس وافي
ومن قل ما بيده ترى الناس تشناه
لو كان يسقيهم عسل قنط صافي


ويقول " الخلاوي راشد " في غدر الصاحب :

كم حارب يلقاك في ثوب صاحب
شفق عليك ومظهر الــود جانيه
ويقول لك حال الرضا هاك دونك
روحي فداك وفي ملاماك راعيه
متمــــــــلق يغري غشيم بودّه
ويعرفه اللي غاص بحر تجاريه


وفي تحذير آخر من الشاعر " جبارة الشريف "
واللي يحذر من أخوان السعة والرخاء ولو أطفئ رضاهم عليهم بشيء فيقول :

ترك خلان الرخا لو تزخرفوا
كما شجر مورق بغير أثمار
يبنون لك بالحكي كم مدنية
وبالظاهري والباطني دمار


وهذا " بديوي الواقدني " يخبر أن الدار والبلد ليست بذلك المطمع للإنسان الذي تركه جلسائه, وخان أصدقاءه قال :

لو مت في ديره قفر جوانبها
فيها لوحي السباع القيس مداها
أخيره من ديره يجفاك صاحبها
كم ذا الجفا والتجالي والتحلالي

وهذا " عبد الله بن شايق " يطرز من شعره حكماً حين يفرّق مجدداً بين الأصدقاء فيقول :

تجارب حياتي معجزه والدروب صعاب
لقيت الرجال أنواع و ألوان وأشكالي
صديق الشدايد مأخذي فعل علم وجاب
وسيع الصدر يضحك ولا هو يزعالي
صديق الشدائد ما ينافق ولا يغتاب
يدله غريب الدار ويزبن الجالي
صديق الرخا عقاب ومصادقه عقاب
شجاع الحكي والمدح بالقيل والقالي
صديق الرخا ما غير صورة ولبس ثياب
يا ليته يبرقع ما له شماغ ولا عقالي




تمت والحمد لله رب العالمين
__________________
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~أعزاء بالإسلام~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~
حسين بن سعيد الحسنية غير متواجد حالياً