
رد : لا تدخلوا حتى يؤذن لكم
الأدب أن يستأذن المرء ثلاثاً ، فإنْ أُذنَ له دخل وإلا انصرف ، فقد ثبت في الصحيح أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه استأذن على عمر رضي الله عنه ثلاثاً فلم يُؤذن له فانصرف، فقال عمر: ألم أسمع صوت أبي موسى يستأذن؟ ائذنوا له ، فطلبوه فوجدوه قد ذهب، فلما جاء بعد ذلك قال ما أرجعك؟ قال: إني استأذنت ثلاثاً فلم يُؤذن لي ، وإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يُؤذن له فلينصرف ".
وقد بيَّن قتادة أن معنى قوله تعالى: ( حتَّى تَستأْنِسوا ) هو الاستئذان ثلاثاً ، فمن لم يؤذن له فليرجع. وأمَّا الحكمة من ذلك فإن الأُولى لِيَسمعَ أهل البيت ، والثانية ليأخذوا أُهْبَتَهم واستعدادهم ، والثالثة ليأذنوا إن شاؤوا أو يردُّوا.
وقد نهى الله تعالى المرء عن أن يقف بباب قوم ردُّوه، فَإِنَّ للناس حاجات ولهم أشغال.