"أسعار فلكية تعيد ترتيبات أولويات الأسرة" .
.
مقاطعة "الكوسة" "خيار".. لكبح جنون "الطماطم"



تقرير - احمد غاوي:

"الكوسة" او الباذنجان ومعهما الفلفل بلونيه الأخضر والأحمر وغيرها من الأسماء من خضروات وفواكه محلية أو مستوردة، كانت قبيل أشهر قليلة اسماء نكرة في خضم حياتنا المادية نأكلها ولاندقق في اثمانها، وبدون مقدمات واضحة المعالم قفزت اسعارها في بورصة سوق الخضرة الى اسعار خيالية، وبالرغم أن البعض أرجع ارتفاع اسعار الخضروات بشكل خاص لفترة الشتاء إلا أن دروس الغلاء التي نالت الكثير من السلع، تجعل الجميع يتخوف من تواصل هذا الغلاء الذي سيؤثر على غالبية الموائد السعودية.
وما يعزز هذه الظنون ان موجة الارتفاع في الأسعار قد سبقت موجة البرد، حيث بدأت الأسعار في ركوب موجة الغلاء من شهر شعبان الماضي، الرياض استطلعت عدة أراء حول معضلة "غلاء اسعار الخضروات" وطالب الكثير بمقاطعة حادة ومنظمة لبعض هذه السلع حتى تتراجع للأسعار المعقولة والمقبولة من جميع الأطراف. بإختصار فكرة هذه "المقاطعة" لن تنجح في الواقع الاستهلاكي للشعب السعودي، وفي ظل عدم وجود تنظيم شعبي لنا كمستهلكين يكون لنا دور واضح في "كبح" جنون الأسعار، بالطبع الواقع يؤكد ايضاُ اننا سلبيون في حماية انفسنا من الكثير من السلبيات التي يمكن أن نواجها بإتخاذ موقف جماعي.

نار يا خضار

المواطن ماجد المحمدي يقول إن الجميع اكتوى بالغلاء الواضح للكثير من السلع، ومن ذلك أسعار الخضروات والفواكه التي توقعنا أن يكون ارتفاعها مؤقتا لأي أسباب عارضة وتعود كما عاهدناها في أسعارها المقبولة، مشيراً الى أن تنظيم مقاطعة شاملة ومقننة لسلع من الخضروات قد يجعل المنتجين والمسوقين والباعة ينذرون لرفع الأسعار بحذر، بل وقد يحرصون على وجود الخضروات بشكل خاص بأقل هامش ربحي ممكن، لأنها سريعة التأثر وتكلفة تخزينها عالية، مقارنة بسلع غذائية أخرى. ويذهب المحمدي الى ضرورة أن يوجد من ينظم مثل هذه المقاطعة، من خلال تجمعات شعبية مع كل أسف هي غير موجودة في الوقت الحالي، ولكن مجرد التهديد بمثل هذه المقاطعة من خلال وسائل الإعلام، ومن خلال منتديات الانترنت أو بوسائل رسائل الجوال، قد يكون مجدياً كما حدث في المقاطعة المشهورة للمنتجات الدنماركية المعروفة للجميع.

عبدالله الشمراني يؤكد أن مجرد ترديد الأحاديث في المجالس حول ارتفاع الأسعار للخضروات وغيرها من السلع يعتبر مضيعة للوقت، ولن نستفيد من ذلك في ظل عدم العمل على حلول عملية لحماية أنفسنا من استغلال بعض المزارعين أو التجار الكبار الذين يقومون على توزيع الخضروات للمنافذ التي نستهلك منها ما نحتاج.

وأشار الى أن المطالبة بتدخل رسمي لحل هذه المشكلة التي لو استمرت في شكل تصاعدي لأثرت على أعداد كبيرة من المجتمع، قد تكون غير مجدية حيث نرى من خلال وسائل الإعلام وحتى من التواصل المباشر مع الجهات المعنية بضبط الأسعار أن الاستجابة ليست في مستوى تطلعاتنا كمواطنين نحو أسعار معقولة لا تثقل كاهلنا مع الغلاء في الكثير من السلع، وكذلك ارتفاع في إيجارات السكن في جميع إنحاء الرياض إن لم يكن في كل إنحاء المملكة.

راضي محمد الشمري يتمنى أن يوجد بالفعل نوع من المقاطعة الفعلية والمنظمة لبعض الخضار والفواكه، حيث مكن أن نعيش على سبيل المثال أسبوعاً بدون "كوسة" وفي الأسبوع الثاني نجعل "الباذنجان" لأصحابه من التجار وأصحاب المحلات ومن ثم نكتفي ببدائل أخرى سواء معلبة أو غيرها حتى ترجع الأسعار لسابق عهدها ومن ثم نعود عن المقاطعة الجماعية. وفي كل الأحوال لن يموت احد من سلعة أو سلعتين من الخضار.

الرياض تؤكد أن طرح مثل هذه الأفكار يرجع لتواصل ارتفاع الأسعار، ولا تتبنى التأثير على المزارعين أو المنتجين، وهذه رؤية المواطنين لحماية أنفسهم من التأثير على ميزانيتهم من سلع أساسية على المائدة في كل المنازل بالمملكة. ولعل تدخل الجهات المعنية للسيطرة على أسعار الخضار في حدودها المعقولة يجعل المناداة بمثل هذه المقاطعة مجرد تهديد.


الرياض الأقتصادي