يا حامي الحد تحليلاتي ليست ناقصة، والنقص بعدونا وعدوك
وأهل المحالة أهل فلاحة ومزارع وليسوا نقالة عمود، بمعنى أن حلالهم يرعى في ديرتهم. وديرتهم بعيدة عن عبيدة، فبينهم وبين عبيدة القبائل التالية: بعض بني ربيعة وآل الغليظ وآل الطبيب من بني مالك عسير، وآل رشيد من شهران، وذعي وبني قيس من رفيدة، وبني بشر من قحطان، قبل أن يصلون إلى ديرة عبيدة. يعني ليس على حلالهم في المحالة خطر من الربعة كي يدفعوا الخاوة للربعة.
أما إذا كنت تقصد الخاوة التي تدفع للمسير، أي المبلغ المالي الذي يدفع لرجل ينتمي لقبيلة معينة من الرجل الأجنبي المسافر إلى ديار بعيدة عبر أراض قبيلة المسير، فقد يكون ذلك صحيح. فقد كان في الماضي الرجل يقوم بدفع خاوة لرجل من أول قبيلة تقابلة على الحد لكي يسيره في أرض قبيلته. بمعنى أن الربعي بحكم أنه يقيم على حد عبيدة يقوم بتأمين المسافر طوال سفره في أرض عبيدة، وطبعا يأخذ مقابل ذلك ما يسمى بالخاوة. ولكن ذلك لا يقتصر على قبيلة دون أخرى، فجميع القبائل تأخذ حق التسيير في أرضها وعلى جميع القبائل. وهو عرف متكرر ولا يعيب أي رجل يدفع الخاوة مقابل تسييره في أرض قبيلة أجنبية عنه. وقد يحصل أن القبائل تتفق بينها أنه لا داعي لدفع الخاوة مقابل التسيير، بمعنى أن رجال القبيلتين يأمنون عند السفر في أراضي القبيلتين المتفقتين. وهذا الأمر كان معمول به بين عسير وشهران في فترة من الفترات. وإذ حدث أي اعتداء للمسافر من القبيلتين في أراضي القبيلة الأخرى، فإن حقه (دمه وماله وعاره) مكفول من القبيلة صاحبة الأرض. ونفس الحق مترتب للمسافر على مسيريه عند حدوث أي مكروه له.