شاعر الـ Sms

صالح الشيحي
الدكتور غسان هو أحد أعضاء اللجنة التحكيمية في برنامج شاعر المليون.. بدا متماسكا منذ حلقات البرنامج الأولى.. كان يظن أن الكرامة تؤكل عيشاً وخبزاً.. حتى اكتشف متأخرا أن البعض من حوله يقاتل من أجل (كسب الرضا) و(الفلوس) وهدايا الحلقة الأخيرة وما بعد الأخيرة.. شاهد أغلبهم يتقاتلون ويتساقطون في مضمار للنفاق ـ وليس للشعر.. لتحدث الطامة وينهار الدكتور غسان فجأة!
سقط بالضربة القاضية في الحلقة الماضية وكأنه مؤشر سوق الأسهم السعودي.. حيث ركب ذات الموجة بكل قوة، بل وتوسط من القارب المثقوب، وكله من أجل (المصاري) يهون.. و" ما فيش حد أزفت من حد".
* غابت الأسماء الحقيقية عن لجنة التحكيم فظهر (بعض) أعضائها بشكل مخجل. في إحدى الحلقات تخيّلت لجنة مكافحة التسوّل وهي تقتحم مسرح شاعر المليون وتقبض عليهم!
* كنا ننتظر أن تضم اللجنة أسماء حقيقية كـ(خلف الحربي وفهد عافت وماجد الشاوي وناصر السبيعي ونايف الحربي) وغيرهم مما لا تحضرني أسماؤهم.. لكن لم نر شيئاً من ذلك.
* أما الشعراء الذين شاركوا في البرنامج فأنا لا ألومهم؛ أغلبهم صغار سن وقليلو خبرة.. بعضهم احترم نفسه واحتفظ بكرامته، وبعضهم أغراه بريق (الدراهم) فباعها على الهواء مباشرة.. ولو أردنا أن نطبق على هؤلاء البعض الحديث النبوي الشريف (احثوا في وجوه المداحين التراب) لاحتجنا لصحراء رمال كاملة.. و" يمكن ما تكفي "!
* لم يكن الهدف الحقيقي من برنامج (شاعر المليون) هو خدمة الشعر بقدر ما هو هدف تجاري بحت وهذه هي السلبية الأولى.. وعلى الطرف المقابل ظهرت أفدح السلبيات وأخطرها عندما تم تسخير البرنامج لإثارة القبلية والعنصرية علناً، بمباركة من لجنة التحكيم والقائمين على البرنامج.
* كثيرون تحدثوا عن البرنامج حتى لم يتبق شيئا لنتناوله.. والخلاصة: كنا نتمنى أن يخدم الشعر الحقيقي ويكشف المواهب ويفرزها.. غير أننا فوجئنا بتفريغه من مضمونه لنجد أنفسنا، حلقةً بعد حلقة، أمام برنامج يسيء لحياة البداوة وقيمها الحقيقية، قبل أن يسيء للشعر.