يروي رجل قصته فيقول كنت مسافرا على راحلتي ومرت بي الأيام حتى نفذت مؤنتي وانقطعت عن الزاد والطعام لمدة 4 أيام وأشرفت على الهلاك وبينما أنا كذلك في الليلة الرابعة وإذ بي أرى ضوءا من بعيد فقصدت ذلك الضوء وكان لبيت من الشعر تسكن فيه إمرأة عجوز فقيرة الحال فسلمت عليها وطلبت منها القرى أي الطعام فقالت لي ايها الضيف الكريم والله لا أملك ما أقدمه لك ولكن إن أردت من يقريك ويكرمك فلن تجد في هذه البيوت القليلة إلا ذلك البيت المتطرف فأذهب إليه
فتحاملت على نفسي من الجوع حتى وصلت إليه فصحت باعلى صوتي ضيف يريد الطعام فخرج لي شيخ كبير فرحب بي أشد الترحيب وجلست بجواره وأمر خادمه بصوت عالي إذهب وأحلب تلك الناقة وقدمه لضيفنا
ذهب الخادم وأخذ يحلب في الاناء فوالله العلي العظيم إن أجمل صوت سمعته في حياتي لصوت شخب الحليب في الاناء وكنت أنظر بكل لهفة وشوق لذلك الاناء وحين أمتلأ جاء الخادم وهو يحمله بين يديه وأنا أنظر إليه
وفجأة سقط الخادم على الأرض وأنكب الحليب منه
في تلك اللحظة أسودت الحياة في وجهي وتغير لون وجهي وكادت نفسي تخرج من شوقي ولهفتي لذلك الحليب
وانا على تلك الحالة نظر إلي ذلك الشيخ ورأى كل ذلك في وجهي عند ذلك صاح الشيخ وقال أبشر بالعوض
وأستل خنجره ونحر ناقته وقطع من لحمها وشواه على النار وأخذ يقدمه لي حتى شبعت))

طبعا هذه القصة مذكورة في كتاب جميل جدا اسمه قصص العرب وحاولت صياغتها بأسلوبي وذلك لعدم وجودها أمامي الان
تحياتي للجميع