عرض مشاركة واحدة
قديم 16-01-2007, 07:27 AM
  #1
أبو أحمد العبيدي
عضو مشارك
 الصورة الرمزية أبو أحمد العبيدي
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 178
أبو أحمد العبيدي is on a distinguished road
افتراضي الطموح قد يكون سبباً في وجع الراس - كيف؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

الطموح كلمة جميلة نمدح بها بعضنا البعض ونطلقها على أولئك الناجحين (والخطاب هنا للجنسين) الذين تخطوا الصعاب وتجاوزوا العقبات وتقلدوا المراكز المتقدمة في حياتهم .

والطموح في حد ذاته أمر محمود ومطلوب حيث أنه يعتبر الدافع الداخلي الذي يشعل في الإنسان الحماسة وحب العمل وبعد الرؤية ووضوح الهدف ، ولن يستطيع الإنسان أن يحقق نجاحات في حياته ما لم يكن هنالك قدر من هذا الطموح يساعده بعد توفيق الله في تحقيق ما يصبوا إليه .

ولكن في المقابل هنالك من يعاني من شدة الطموح لدرجة القلق فلا يكاد يستمتع بأمر إلا ويظهر هذا الطموح فيدفعه دفعاً إلى المزيد من السعي واللهث وراء هدف معين أو حلم يرغب في أن يجعله حقيقة ، فينغص عليه فرحته ويذهب عنه متعته ويبقى أسيراً لهذا الطموح الذي قد يتحقق أو لا يتحقق .

لذلك أرى أن الإنسان العاقل الواعي الذي ينظر للأمور بمنظار الواقعية هو من يستطيع أن يحافظ على مقدار معين من الطموح يمكنه من الاستمرار في العطاء وتحقيق النجاحات بدون أن يفرط في أمور حياته الأخرى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب" ، وهذا يدل دلالة واضحة بأنه لا حدود لطموحات الإنسان وطمعه إذا صح التعبير ولا حدود كذلك لنجاحاته إذا ما سخر حياته وكل جهوده لتحقيقها ، لذلك يجب أن يكون هنالك حد معين نتوقف عنده ونراجع أنفسنا في خضم مشاغل الحياة وأطماعنا المتزايدة يوماً بعد يوم في الحصول على المزيد من المال والحصول على منصب أعلى في الوظيفة وغيرها من المطامع الدنيوية التي تلهينا وتشغلنا عن أمور هامة في حياتنا ومن أهمها :

أمور ديننا ، دائماً مقصرون ، والعمر يذهب بسرعة
برنا لوالدينا ، هل أخذتنا الحياة وحب النجاح عنهما؟
تربية أولادنا ، هل كنا على قدر الأمانة ؟ "كلكم راع ومسئول عن رعيته"
زوجاتنا العزيزات ، هل أدينا حقوقهن علينا؟ لا أعتقد
مجتمعنا ، هل قمنا بأعمال تطوعية أو ذات منفعة لمجتمعاتنا؟
صلة الرحم ، هل وصلنا أرحامنا ؟
وغيرها من الأمور الهامة في حياتنا والتي يجب أن يكون لها نصيب من اهتماماتنا وجهودنا حتى لا نفقد متعة الحياة وقضائها مع من نحب ، فالحياة قصيرة وأيامها محدودة .

أتمنى التوفيق لي ولكم وقد أحببت أن أشرككم في بعض ما أفكر فيه ، لقد أخذنا العمل وأخذتنا مشاغل الحياة وأغفلنا كثير من الأمور الهامة في حياتنا ذكرت بعضها ولم أذكر الكثير ، وصدقوني قد يصل الإنسان لدرجة لا يستطيع أن يتراجع فيها أو حتى أن يقف للتأمل لأنه أصبح أسير لهذا النمط من الحياة حتى ولو قرر ذلك ولن يكون التغيير سهلاً ...

وسلامتكم جميعاً

أخوكم
__________________
على المرء أن يكون عظيماً فيعترف بأخطائه،
وذكياً فيستفيد منها ،
وقوياً فيصححها

alasad68@hotmail.com
أبو أحمد العبيدي غير متواجد حالياً