
رد : الشيخ نبيل العوضي : أملي في الله سبحانه ثم في السعوديه
مقالة للكاتب عبدالرحمن الناصر (جريدة الرياض)
الشعوذة عبر الفضاء.. لا تختلف نهائيا عن شعوذة السحرة والعرافين في الأرض؟!

جهود موفقة لقسم البحث و التحري على الأرض
القنوات الفضائية استمدت هذا الشيء بالاقتراب إلى هؤلاء العرافين وبث برامجهم عبر الهواء للاستفادة من اتصالات المغلوب على أمرهم والسُّذَج وفاقدي الوازع الديني.هنا في السعودية مازال الناس يبتعدون عن ذلك.الأمن يتابع هؤلاء المشعوذين في الأرض ولكن في الفضاء العربي من يلاحقهم ؟!
أن السحر في اللغة صرف الشيء عن وجهه، وفي اصطلاح الشرع حين عرفه ابن قدامة بأنه: "عزائم ورقى وعُقَد يؤثر في القلوب والأبدان، فيُمرض ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه". وعرّفه أبو بكر الرازي بأنه: "كل أمر خفي سببه، وتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخُدَع"..
مايحدث في بعض القنوات الفضائية العربية بتبني مشروع برامج العرافين والسحرة هو الأمر غريب والمخادع "أبو علي وأم علي وعلي الشيباني"وغيرهم أسماء تدعي الإسلام والعلاج بالقرآن.لكن الإسلام وقف من السحر موقفا حاسما، فسدّ كل طريق يؤدي إليه، وحرّم تعلمه وتعليمه وممارسته، منعا لضرره، وحسما لمادة الخرافة أن تتسلل إلى عقول المسلمين فتعطلها عن التفكير الصحيح، والتخطيط القائم على قانون الأسباب والمسببات الذي قام عليه نظام الكون والسحر كما أخبر الله عنه طريقٌ للفساد وسببٌ للضرر بين العباد، وهو فوق ذلك كله سبب للكفر بالله سبحانه والخروج عن دينه وشرعه..
أي شفاء وبركة تكون سببها تلك المدعية أو المدعي بالرقية وهم بهذا السوء من الخلق.. إن للسحر آثاراً مدمرة على الفرد والمجتمع، وقد أجمل القرآن مفاسد السحر فذكر في مقدمتها الكفر بالله سبحانه، والتفريق بين المرء وزوجه وإدخال الضرر على العباد.ولذا كان الفضاء يسمح للدجالين بفعل ما يشاؤون من خلال قنوات تبث برامجهم للعبث بثقافة الأمة الإسلامية وجعل المشاركين يدخلون في دوامة الوسوسة والأمراض النفسية بأموالهم عن طريق الشات أو بالاتصال الهاتفي على القناة..
اعتقد أن قناة كنوز وشهرزاد وغيرها هي من اتبعت استنزاف جيوب المشاهدين المعدومي الثقافة والمبهورين من فلسفة الدجل وإعطائهم سيرة ذاتية من حياتهم وتلقين الأوامر بالعلاج عن السحر وغير ذلك؟! يقول الفقهاء إن حل السحر بالرقى والأوراد الشرعية جائز ومشروع، أما حل السحر بسحر مثله فمحرم؛ لأنه لا يخرج عن كونه سحراً محرماً كغيره وهو مايحدث لمشاهدي تلك الاقنية من أقوال الدجالين والتمويه عليهم بقراءة القرآن..
السؤال الأهم لدى العاقلين من يتبنى منع تلك البرامج وعدم بث هذه الاقنية إلا بالالتزام بقوانين اتحاد إذاعات الدول العربية!!هذه القنوات تستغل سذاجة المواطن العربي وحالة الإحباط التي يعيش فيها سياسيا واجتماعيا وماديا وتجعله يبحث عن الحلول بأغرب الطرق ليكون أبطالها المشعوذون والدجالون حيث يأخذ اسم الشخص واسم والدته عبر الهاتف
ويدعي الدجال أنه يعالج بالقرآن والمخيف في الأمر أنه
لا يحسن قراءة كلمة من القرآن بشكل صحيح ويعيدها المتصلون بخطئها وهنا الأخطاء أكثر فداحة والمصيبة أنّ الاتصالات تتهافت على تلك البرامج بشكل كبير..
اعتقد أن الحلول بمنع هذه البرامج جاهزة وليست صعبة المنال وان كان يأتي في مقدمتها منع البث والتحذير من هذه البرامج وإعطاء الفرصة للسذج لتعريف هؤلاء العرافين كما حدث في برنامج "وراء الأبواب" على قناة الرأي والذي تقدمه الإعلامية لانا القسوس "باستضافة" العرافة أم علي مع عدد من علماء الدين والقانون حيث اقروا بالحكم على من يتبع ذلك لأنه من حكم العرافين والسحرة.إلا أنها قالت: إن هذا علم غريب عن أهل الخليج المتخلفين في بعض الأمور.وبالتالي نحتاج إلى وقت لتعريف هذا العلم والتنبوؤ..
الأهم من ذلك؟! من يريحنا من غث بعض هذه القنوات الفضائية التي لا تعترف بكل الثقافات.