عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2006, 01:58 PM
  #1
محمد الحياني

.: مشرف ســـابق :.

 الصورة الرمزية محمد الحياني
تاريخ التسجيل: Aug 2005
الدولة: k . s .a
المشاركات: 8,767
محمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond repute
افتراضي مقال رائع جداُ (جحر الضباع) ويطرق ابواب عدة!!

خرج الفساد الإداري يوما مطأطئ الرأس مطرودا من مكان ما متأبطا ملفه الأخضر العلاقي الفاشل فبدأ يبحث عن عمل يدر عليه المال والجاه بأسرع وقت ممكن وبأبشع الوسائل واستقر بعد أن وجد تربة خصبة وجاهزة لرمي بذوره بشكل عشوائي لتنمو وتترعرع بعض الحالات بشكل متقن.
فدخل إلى مزرعة وبعد أن استدر عطف صاحبها توظف... وحين تمكن من المكان, قبض عليه يوما صاحب المزرعة وهو يغش في كمية المحاصيل والأسمدة الكيميائية التي تحارب سوسة النخيل رآه أحد الشباب القرويين صدفة... ولأن المزرعة كانت تحوي عددا بسيطا من المزارعين كان القبض عليه متلبسا بالأمر اليسير.... فطرده صاحب المزرعة على الفور.
خرج من المزرعة ورجع يشهر ملفه الأخضر العلاقي ودخل إلى سوق الخضار يبحث فيه عن عمل لاعتقاده بأنه اكتسب خبرة بعد عمله الأسود في المزرعة... فكان يبيع للزبائن الخضار في صناديق واضعا الطازج على سطح الصندوق والمعطوب منه في الأسفل وهكذا... غضب أحد الزبائن وأعاد له صندوق الخضار الذي ابتاعه منه واشتكاه لصاحب المبسط الذي بدوره طرده واعتذر من الزبون.
انتقل هذه المرة إلى بقالة كبيرة (سوبر ماركت) وبدأ ببيع المواد الغذائية بعد أن بدأ يمتلئ ملفه الأخضر العلاقي بسواد الوجه وعدم الاكتفاء من ناحية المهارات... طلب منه صاحب الحلال أن يتخلص من صندوق كبير كان قد وضع فيه جميع المواد المنتهية صلاحيتها.
هذه المرة بدل الملصقات بأخرى سارية الصلاحية... وفي أول حالة تسمم... طرد الفساد الإداري أشد طردة من ذلك السوبر ماركت...
سمع الناس يوما يتهامسون فرحا بعودة العيد بعد أن انقطع الأمل في عودته... وحين اقترب العيد بالهدايا دخل الفساد الإداري في المنتصف وجاب العيد الأرض وسرق الناس قوتهم وفرحتهم.
حين نجح في إفساد فرحة العيد... قرر وقتها أن يستقر ويصبح من ذوي الأملاك... نظر إلى الملف الأخضر العلاقي وبدأ يفكر بمكان يجلس فيه ويتكاثر ويتناسل... فوجد نفسه أمام سوق المال. فرمى ملفه جانبا ونفخ صدره ودخل... وما هي إلا لحظات حتى كان اليد اليمني لأحد كبار المتداولين... لقب نفسه بالضبع وبدأ بنشر توصياته وإشاعاته بين صغار المستثمرين من خلال المنتديات ورسائل الجوال... وعاش وسط ضباعه يخدع الناس ويسلب أموالهم... ويأخذ ما يجمعه الفقير لكي يملأ به جحور ضباعه الغنية وتكاثر وتناسل واتخذ من سوق التداول بالأسهم مركزا رئيسيا له، ليهوي باقتصاد أغنى دولة نفطية بعد أن عادت إليها أموالها من الخارج بعد الحادي عشر من سبتمبر ويقتل الطفرة الثانية في لمح البصر.
أصبح الفساد الإداري من ذوي الأملاك... ومن أصحاب الخبرات الطويلة في المصائب والدواهي... فبدأ يتنقل بين الدوائر والشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة... حتى وصل إلى العمالة المنتشرة في البلد.
دخل يوما إلى إحدى الشركات الريادية في وقت تقويم الموظفين السنوي... لكي يحرم مجموعة كبيرة منهم من الزيادة السنوية التي ينتظرها الموظف سنويا بفارغ الصبر.
دخل أحد الكادحين على رئيسه بعد أن قرأ المعوذات وآية الكرسي وبعض الأدعية وقال بعد ديباجة طويلة: طال عمرك صار لي 12 سنة ولم آخذ سوى درجة واحدة فقط.. وأنت تعلم المشاريع التي أنجزتها منذ ذلك الوقت... قاطعه المدير: يا أخي لا تستعجل لكل مجتهد نصيب... وبدأ يسرد قصة كفاحه وكيف صبر إلى أن تمت ترقيته وأصبح مديرا... ولمح له بأن الوعد السنة القادمة... وبعد أن خرج الكادح كان النصيب للمجتهد أخ زوجة المدير.
وفي مكان آخر في نفس الشركة... دخلت سيدة لرئيس آخر كان يضع صور عائلته على الطاولة بجوار كتاب شهير في الإدارة "العادات السبع" فاعتقدت بأن هذا فاتحة خير وهو سيتفهم ويقدر مطلبها... قالت: أنت تعلم بأنني أصبحت رئيسة قسم ومع ذلك لم يكن التقييم السنوي بحجم ما قدمت من عمل خلال الخمس السنوات الماضية "خافت تقول السنوات الست عشرة الماضية" ولأن الفساد الإداري كان جالسا على الطرف الآخر من طاولة الاجتماع قال لها:في الحقيقة أنا جالس أحارب من أجلك مع رئيسي لتفوزي بالعلاوة هذه السنة... لذلك لا تضيعي الوقت في النقاش عن شيء أعلمه بدقة "واللي فوق" (يقصد رؤساءه) متابعين تطور عملك بدقة. ما إن خرجت من هناك حتى ذهبت العلاوة لأخت زوجته التي لا تمتلك نصف مهارات تلك الكادحة أم الست عشرة سنة خدمة... بعد أن كتب مليون توصية وبهرها وملحها حتى كادت "تمصخ".
ابتسم الفساد الإداري لنفسه ابتسامة رضا وتوجه إلى عمادة القبول والتسجيل في إحدى الجامعات، قدم المتفوق الامتحان مثل باقي الطلاب ولكنه فوجئ بأنه لم يقبل ولم يجتز امتحان القبول... لأن أباه لم يكن مسؤولاً سابقا وعمه لم يكن أحد الإداريين في الجامعة مثل زميليه اللذين تم قبولهما وهما أصلا لا يفقهان حرفا في اللغة الإنجليزية التي تعتمد عليها طبيعة الدراسة. وحين أصبح مستوى الجامعات متدنياً زعلنا... وانبسط الفساد الإداري الذي غذيناه وساعدناه على الانتشار... بعد أن تابعناه من مكان لمكان دون أن يتصدى له فارس من آخر الزمان.
دخل إلى وزارة الصحة ووظف أطباء بشهادات مزورة ليمارسوا الطب ويموت الناس قضاء وقدرا.. المهم أن يستلم المزيف راتب طبيب.
وفي البلدية لعب أكبر لعبة... يضع أسفلتا جديدا على الطريق... وفي اليوم التالي يتكسر الأسفلت ويعدم سيارات الناس... واليوم الذي يليه يضع أسفلتا جديدا لرداءة الأول وهكذا ... فتظل بعض الحدائق مهملة دون خدمة... والقمامة تملأ شوارع أخرى... والبلدية مشغولة بسفلتة الشوارع طوال السنة... انتبه أسفلت على الطريق.
زادت اللوحات الدعائية على الطريق المسفلت... مكافحة الأمية... مكافحة الإرهاب.. مكافحة المخدرات... مكافحة الحريق... ولم نر إلى الآن لوحة مكتوباً عليها "يدا بيد لمكافحة الفساد الإداري" وإعدام الفساد الإداري بصحبة الملف الأخضر العلاقي واستبداله بتقنية جديدة وحديثة حيث لا يتم التلاعب به من جحر الضبعة الذي كان يعربد فيه مدة طويلة من الزمن.


الموضوع اعلاه للكاتبة المبدعة - هالة القحطاني -
__________________
« اللهم كما أحسنت خَلقي فحسن خُلقي »
محمد الحياني غير متواجد حالياً