
رد : مبروك ...جامعاتنا السعودية .. حلت في المرتبة ال... من أصل 3 آلاف جامعة في العالم !!!
من جميل التعليقات على الموضوع ما قرأته في الساحات ... وهاهو :
========
جامعاتنا في الميزان
في هذه الأيام يتداول عدد من الأكاديميين والمثقفين بشيء من الإحباط دراسة يزعم المطلعون عليها أنها دراسة عالمية تقوم على فرز أفضل الجامعات في العالم،
وجاء في دراستهم تلك أن الجامعات السعودية حظيت بالترتيب 2998 من بين 3000 جامعة عالمية.
والطريف بل المؤسف أن بعض ذوي الرأي في بلادنا شرقوا وغربوا في مناقشة هذه النتيجة على أنها كارثة يجب التنبه لها، وإيجاد الحلول الكفيلة بتلافيها.
هذا ما حدث فعلا.. سلموا بالدراسة ونتائجها ثم استفاضوا في التحليل والتعليل والعلاج، ولم أجد من شكك فيها، ولا من أعمل وعيه ليقارن بين منجزات جامعاتنا التي تخرجوا فيها والنتيجة المجحفة التي جعلتها في ذيل القائمة!
لقد كنت وما زلت أنتقد كل من يسلم بفرضية ما ثم يناقشها كما هي قبل أن يتحقق من مصداقيتها وصحتها معا، وطالما اختُبِر بعض المثقفين أو المتثاقفين بمثل هذا التكنيك فانفضح وعيهم، فقد يُسأل أحدهم مثلاً: لماذا تكثر أشجار البلوط في الربع الخالي؟ وما الحلول المناسبة للحد من انتشارها؟
وحينئذ يبدأ أخونا المسؤول إجابته محللاً معللاً معالجا، وبالتسلسل نفسه سيجيب أيضاً لو كان السؤال صحيحا، المهم أن يجبر من خاطر السائل أو المحاوِر، ويشبع رغبة الكلام، وهو في حقيقة الأمر ضحية استعجال، وربما استسذاج أيضا.
أعود الآن إلى الدراسة المزعومة؛ لأناقشها على طريقتي لا على طريقة أخينا السالف الذكر،
وسأكون أنا السائل لا المسؤول لأقول:
من أية جهة صدرت هذه الدراسة؟
وما مصداقية الجهة التي أصدرتها؟
وأخيراً ما المعايير التي اعتمدتها في التقييم؟
إذن لا بد من شرطين لنتحقق من جدوى هذه الدراسة: الشرط الأول مصداقيتها، والثاني صحتها.
والمصداقية تعني أن تكون الدراسة معتمدة من جهة بحثية محايدة معتمدة مؤهلة،
والصحة تعني قيام الدراسة على أسس علمية دقيقة تراعي –ضمن ما تراعيه– واقع المكان مستقلاًّ ومعطياته وحاجاته وأيدلوجياته، لا أن تراعي أسساً عامة منتهجة في مكان دون آخر.
فعلى سبيل المثال قد تكون الدراسة راعت فيما راعت جانب الاختلاط، واشترطته في أسسها المعيارية،
ومن البدهي حينئذ ألا يكون معيار كهذا في صالح جامعاتنا، وقد تكون حرية الأديان معياراً ثانيا، وهو أيضاً معيار غير متحقق في جامعاتنا تطبيقيّاً بالمنظور الذي يطمح إليه أصحاب الدراسة.
وسأضرب لذلك مثالاً بالمعايير العالمية في تصنيف الفنادق؛
إذ يُشترط –ضمن ما يُشترط– في فنادق الخمس نجوم أن تضم بين ردهاتها بارات وصالات رقص،
وبناءً على ذلك قد تجد في أحد بلدان العالم الأخرى فندقاً رديئاً مرصعاً بالنجوم لمراعاته أمثال هذه المعايير،
وفي الوقت نفسه تجد فندقاً غير مصنف أو من فئة النجمة والنجمتين؛ لكونه لا يضم باراً ولا مرقصا،
ولكنه في واقع الأمر فندق جميل قد يفوق في نظافته وتنظيمه وهدوئه الفنادق المكللة بالنجوم الخمس.
وعلى هذا فلو سلمنا بمصداقية جهة الدراسة فإننا لا نسلم أبداً بصحتها، ولا بمعاييرها المعتمدة،
وفي الوقت نفسه لا نزعم أن جامعاتنا مكانها الصحيح في رأس قائمتهم تلك،
وإن كنا نتمنى ذلك في دراسة مماثلة جادة.
ومهما يكن من أمر، فإن دراسة كتلك أغفلت تاريخ الجامعات السعودية ومنجزاتها ومخرجاتها وجعلتها في ذيل القائمة دراسة معتسفة غير جديرة بالمناقشة والاهتمام،
وما كنت لألتفت إليها لولا أن بعض الأكاديميين والمثقفين تناولوها، وإلا فمن يصدق أن جامعات بعض البلدان –دون تحديد– تتصدر القائمة، وكثير من أساتذتها خريجو جامعاتنا في مراحل البكالوريوس أو الدراسات العليا؟!
لقد زرت جامعات عربية كثيرة عريقة وغير عريقة، وتداخلت مع طلابها وأساتذتها، ولمست الفرق بين مخرجاتهم ومخرجاتنا، وبعض الأساتذة الوافدين المتعاقدين مع جامعاتنا السعودية يقرون بهذه المفاضلة بشكل صريح، ويلمسون وجوه التطور والتنوع والتأصيل والانفتاح، ويشيدون بها، وينتقدون أيضاً –كما ننتقد– ما يحتاج إلى مراجعة وإعادة تنظيم.
وفي هذا السياق يجب أن نستشعر نظرة الازدراء والتجني والكره التي ينظر بها المجتمع الغربي –من خلال أكثر مؤسساته– إلى العالم الإسلامي والعربي، وبخاصة المملكة العربية السعودية، فعالم يُوْصَم –في الجملة– بالإرهاب والعنف والتطرف تجنيّاً.. من غير المستبعد أيضاً أن توضع أعلى جهاته التعليمية في ذيل القائمة تجنيّاً وتحيزا.
د. فواز بن عبدالعزيز اللعبون
عضو هيئة التدريس بقسم الأدب في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام
ص. ب 101074 الرياض 11655
==============
اما تعليقي :
- الزوبعة المثارة حول تصنيف جامعاتنا .. مشكوك فيها قطعا .. ومعاييرها غير واضحة ..
- ذلك التصنيف طار به اناس مشكوك في توجهاتهم ونظراتهم .. ويضيقون ذرعا بكل ما يمت لضوابط الشريعة بصلة ..
- يجب الحذر من دفن رؤسنا في التراب ... فلا نعترف ببعض المشكلات والمآسي في جامعاتنا ...
- الكثير من شبابنا يعاني الامرين ... عند التفكير في مواصلة دراساته العليا !!! ( 7 او 8 مقاعد للماستر فقط ) بالجامعة لمن يريد الدراسة !! لماذا ؟!!
- الزوبعة لعبت دورا جيدا في تحريك الموضوع .. وجعلته يطفو على السطح .. فهل نحسن توظيفه ؟!! ونصحح ما يمكن تصحيحه .. ام سنقول : تصنيف غير صحيح .. ونكبر الوسادة ؟!! مع العلم ان هناك من سيوظف ذلك التصنيف جيدا ....
هذه عجالتي .. وفي الجعبة الكثير ...
.
__________________