الموضوع: ثوب العيد
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-2006, 04:47 PM
  #1
محمد بن سعيد
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 14
محمد بن سعيد is on a distinguished road
افتراضي ثوب العيد


كنا ثلاثة نعيش في بيت طيني يبعد عن القرية حوالي ميلين
كنّا الجدة والام والابن الوحيد ذاك الزمان .
والاب يضرب في أرض الله يبحث عن الرزق .
أخبرتني جدتي أن العيد قرب حلولة
( لكني لا أذكر الآن هل هو الكبير او الصغير )
المهم العيد وبس .
كان أول عيد أميزه في حياتي .
ذهبت جدتي للسوق الاسبوعي الذي يقام في المنطقة واشترت لوازم العيد قهوة وتوابعها وشاهي وسكر وهو نادر الوجود وقاز للفانوس وربما شيله لها ولأمي
لكن الحدث الأهم والذي لاينسى هو ثوبي ( ثوب العيد ) .
وربما إذا لبسته لأن ينزع من علي الا بعد عدة أشهر او في عيد آخر .
قامت أمي بإعادة تبيض جدران المنزل ودعك ارضيته بورق البرسيم ليكتسب لوناً عشبياً زاهياً .
وذات صباح أيقضتني جدتي على غير عادة قبل شروق الشمس ونظفت بدني والبستني ثوب العيد .
فرحتي بالثوب لا توصف لا تعدله فرحة
وبالرغم من أنه وسيع شوي وقصير شوي وأكمامه فيها بعض القصر .
لكن جماله في عيني لا أحد يتصورها .
ولمّا ظهر قرص الشمس رويداً رويداً اول مرة اشاهد مولد نهار جديد .
تهيأ لي انها ترقص من فرط فرحتي
قلت لجدتي شوفي الشمس قرص يا جدة
قالت : لا يا ولدي الشمس لا ترقص بس يتهاء لك .
مر علينا أحد الاقارب وصبح على الاسرة وأصطحبني معه الى مصلى العيد .
مصلى العيد في الوادي بالقرب من قرية كبير القبيلة .
وأول مرة أشوف تجمع بشري في حياتي سكان القرى المجاورة كل رجالهم وشبابهم
حضروا ليشهدوا صلاة العيد .
كبير القبيلة موجود يحاول أن يكون متميزاً عن سائر القبيلة بلبسه وهيئته .
إنه يضع عقالاً مثل العقال الذي شاهدته على الملك فيصل فيما بعد .
تقدم رجل مسن له لحية بيضاء وتقدم الناس وقام يصلى بالناس ويكبر والناس تكبر خلفه
وأنا مع الاطفال الذين في سني نلعب ونحاول ان نقلد الكبار في الصلاة
لكن كل منّا يتباها بثوب العيد .
لكن الذي لاأنساه هو برد بطحاء الوادي في رجلي أذا لم أكن أعرف الحذاء بعد
وعزائي أن كل الأطفال مثلي .
لكن فرحت الثوب أنستني البرد .
وبعد الصلاة قام الشيخ المسن وألتفت علينا ومعه كتاباً قديماً مغلفاً بالقماش يسمونه ختمه قد تغير لون الورق من طول عمر هذا الكتاب وقرأ علينا صفحات منه بالطبع لم أفقه مما قال شىء سواء ( الله أكبر ) وبعد ما أنتهى من خطبته
قام الناس كل منهم يسلم على الآخر .
وأخذني رجل بيدي ,أتي الى عند كبير القبيلة وقال هذا ولد ابن عبدالله
فسلم علي وسألني عن جدتي وأمي .
وبعد أنتهاء مراسم صلاة العيد
أعادني الرجل الى بيتنا لنتناول طعام العيد مباشرة في بيتنا ثم ننتقل الى كل بيوت القرية المجاورة وكل بيت لابد أن نتاول فيه شىء من الطعام
لكن ما أذكره أنني شبعت من اللحم في ذلك اليوم .
وانتهى العيد ...
لكن فرحت الثوب بقيت معي عدة أيام إلين بدأ بياضه يخف .
محمد بن سعيد غير متواجد حالياً