هزني خبر ورد في جريدة الوطن لهذا اليوم الثلاثاء الرابع من شهر رمضان1427هـ و تسألت أين وزارة التربية و التعليم من "شهداء التعليم" ، أين الوفاء لمعلمين و معلمات توفوا و هم في مهمتهم الوظيفية ( التعليم ) ، أين مكمن الخلل في تكرار وقوع هذه الحوادث الأليمة ، هل سلمنا وتعودنا لسماع خبر حادث ما لحافلة تنقل معلمات من مقر إقامتهن و على بعد مئات الكيلومترات ، هل أصبح الأمر روتيني و قدر مكتوب و شيء طبيعي !!

فكم سمعنا من حوادث و كوارث وقع بها المعلمين و المعلمات دون أن نسمع أن الوزراة تكفلت بإعانة لعائلة معلم او معلمة توفوا وهم في طريقهم لأداء العمل !! ولم نسمع حتى رسالة عزاء و للأسف ، فلا حياء و لا شيمة لمن حملة رسالة التربية و التعليم في بلادنا .

فجميع القطاعات الحكومية المدنية و القطاع العسكري و الشركات الكبرى تصرف راتب كامل للموظف المتوفي و هو في طريقة لأداء عمله او على قائماً بعمله .


‎فيما نجت واحدة فقط ونقلت للرياض بطائرة إخلاء طبي
احتراق 5 معلمات وسائقهن بعد اشتعال النار بحافلتهم عقب تصادم مروع بالقويعية


حافلة المعلمات تفحمت تماما بعد احتراقها ‏

الحافلة من الداخل فيما تبرز بعض الجماجم

(تصوير: صالح الزهراني)
القويعية: صالح الزهراني

لقيت خمس معلمات وسائق الحافلة التي تقلهن مصرعهم احتراقا في حادث مروري مروع وقع في محافظة القويعية، فيما نجت معلمة واحدة أصيبت بإصابات خطيرة. وقد وقع الحادث عند الساعة التاسعة والنصف صباح أمس حينما كانت حافلة من نوع "فان" تحمل 6 معلمات بالإضافة لسائق السيارة قادمة من الرياض في اتجاه مدرسة الخروعية بمحافظة القويعية، وقبل الوصول للمدرسة بحوالي 15 كلم ارتطمت السيارة "الفان" بوايت يتبع شركة لأعمال الطرق من الخلف، لاحتمال نوم السائق وعدم وضع الشركة العاملة في الطريق لوحات تحذيرية.
وفور وقوع التصادم احترقت "الفان" بسرعة، وحاول مجموعة من المعلمين كانوا في طريقهم لمدارسهم إنقاذ ما يمكن إنقاذه بمساعدة بعض سكان الطريق حيث كسروا الزجاج الخلفي لـ"الفان" فقفزت منه إحدى المعلمات.. ولكن بسبب سرعة اشتعال النيران لم يتمكن أحد من الاقتراب من الحافلة.
وقد باشرت الدوريات الأمنية بمحافظة القويعية وأمن الطرق والهلال الأحمر والدفاع المدني موقع الحادث إلا أن بعد المسافة بين موقع الحادث ومقار هذه الأجهزة الحكومية (حوالي 35 كيلومترا) جعل من اللحاق بالنيران المشتعلة أمرا مستحيلا. وفور وصول سيارات الهلال الأحمر إلى الموقع، تم نقل الحالة المصابة لمستشفى القويعية، فيما أخمد الدفاع المدني ما تبقى من النيران واستخراج الجثث في مشهد مأساوي حيث جمعت الجثث على بعض لعدم استطاعة التمييز بين أجزائها. وزاد من سوء الأمور عدم معرفة رجال الأمن أسماء المتوفيات في تلك اللحظات بسبب الاحتراق الكامل للجثث وغياب بعض المعلمات من العدد الإجمالي للراكبات. وقد تواجد في موقع الحادث مدير التربية والتعليم عبدالملك بن عبدالعزيز الهويمل ومساعد مدير التربية والتعليم عبدالعزيز عبدالله العميري حيث حاولا تهدئة أهالي المعلمات الذين حضروا لموقع الحادث وكانوا في حالات انهيار بسبب المناظر المروعة داخل الحافلة.
من جهة أخرى عمت أجواء الحزن مدرسة الخروعية الابتدائية والمتوسطة والثانوية حيث انخرطت الطالبات والمعلمات في بكاء شديد بسبب هذا الحادث، ولم تستطع المعلمات دخول الفصول وانتقلن لمستشفى القويعية لمتابعة حالة زميلتهن المصابة.
وفيما يلي أسماء المتوفيات والمصابة:
وضحى محمد العريفي، جوزاء بعيجان فهيد العتيبي، فاطمة مبارك مطران، ابتسام عبدالعزيز الجماز، بدرية عبدالعزيز الدايل، حسن الجيزاني (قائد المركبة)، ناصرية ناصر منصور العلي (مصابة كسور وحروق).
* مشاهد من الحادث:
- صدر قرار من مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية سمو الأمير محمد بن نايف بنقل المعلمة المصابة إلى الرياض بطائرة الإخلاء الطبي التابعة للدفاع المدني حيث تعاني من حروق وإصابات وتعيش في حالة انهيار تام بعد الحادث.
- بسبب تفحم الجثث، احتار رجال الدفاع المدني في طريقة نقلها وبقوا في اتصالات مع قاضي محكمة القويعية لأخذ رأي الشرع في طريقة النقل.
- الجهات الأمنية في محافظة القويعية بذلت جهودا مشكورة خلال الحادث وكان العائق الوحيد أمامها بعد المسافة عن موقع الحادث وسرعة اشتعال النيران.
- بعض المعلمات المتوفيات يعملن منذ خمس سنوات في القويعية ويداومن يوميا من الرياض إلى القويعية.
- شهد مستشفى القويعية حالات إغماء وانهيارات بين أهالي المتوفيات.
- سيتم دفن المتوفيات جماعيا في محافظة القويعية لاختلاط الجثث بعد تفحمها، وموافقة أولياء أمورهن على ذلك.

نقلاً من جريدة الوطن
الثلاثاء 4 رمضان 1427هـ الموافق 26 سبتمبر 2006م العدد (2188) السنة السادسة