
رد : ( بين يـدي رمضــــان نتواصـى .. )
أخي سعد جزاك الله خيراً على ما ذكرتنا به أخي الفاضل كثير من الناس وقوا أنفسهم في شهر رمضان ثلاثين يوماً ، أو تسعة عشرين يوماً عن المحرمات ، فوقاهم الله بقية أعمارهم منها.
و كثير من الناس كانوا يشربون الخمر ، أو الدخان ، و ما أشبه ذلك ، ثم قهروا أنفسهم في هذا الشهر ، و غلبوها ، و فطموها عن شهواتها ، و حمتهم معرفتهم لعظم هذه العبادة ألا يجمعوا معها معصية ، و استمروا على ذلك الحال ، محافظين على أنفسهم ، إلى أن انقضت أيام الشهر و كان ذلك سبباً لتوبتهم وإقلاعهم و استمرارهم على ذلك الترك لهذه المحرمات ، فكان لهم في هذا الصيام فائدة عظيمة.
و هكذا أيضاً إذا حافظ العبد على قيامه ، و استمر عليه ، حمله ذلك على الإكثار من تلك العبادة فإذا تعبد الإنسان بترك المفطرات ، و الصيام لله تعالى ، دعاه إيمانه ، و دعاه يقينه ، و قلبه السليم إلى أن يتقرب بغيرهما من العبادات.
فتجده طوال نهاره يحاسب نفسه ماذا عملت؟ و ماذا تزودت؟
تجده طوال يومه محافظاً على وقته لئلا يضيع بلا فائدة ؛ فإذا كان جالساً وحده انشغل بقراءة ، أو بذكر ، أو بدعاء ، أو يتذكر آلاء الله و آياته.
و إذا كان في وقت صلاة ، صلى ما كتب له من ليل أو نهار ، و إن دخلت الصلاة أقبل عليها بقلبه وقالبه ، وأخذ يتأمل و يتفكر ما يقول فيها ؛ فيكون الصيام بذلك سبباً في كثرة الأعمال والقربات كما يكون سبباً للمنع من المحرمات.