
رد : ظهر في الإسلام أمر عظيم ..........
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الحبيب نسناس
بيض الله وجهك علي نقل هذه المحاضرة وجعلها الله في ميزان حسناتك.
وجزاء الله شيخنا ناصر العمر الفردوس الأعلي .
لقد علمنا الأسلام الأدب مع علمائنا وكيفية التعامل معهم بلأحترام والتقدير حيث ان تحصيل العلم لايتم الا عن طريق العلماء .
روى البخاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: -من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين-.
قال ابن المنير - كما يذكر ابن حجر - : -من لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيراً -.
وروى أبو الدرداء رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: -فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر. العلماء هم ورثة الأنبياء. إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ، وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به ؛ فقد أخذ بحظ وافر -.
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة - كما يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله - : -إنهم - أي أهل السنة - يدينون الله باحترام العلماء الهداة-، أي أن أهل السنة والجماعة ، يتقربون إلى الله - تعالى - بتوقير العلماء ، وتعظيم حُرمتهم. روى البخاري عن أي هريرة - رضي الله عنه- ، قال : قالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال الله- عز وجل- في الحديث القدسي : -من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب -. رواه البخاري.
فيه كلام للحافظ ابن رجب عمن يتكلمون على العلماء ويدعون أنهم يقصدون تبيين خطأ ما وقع فيـه هــذا العالم أو ذاك يقول ابن رجــب - رحمه الله تعالى - -إذا كان مراد الراد بذلك إظهار عيب من رد عليه وتنقصه وتبيين جهله وقصوره في العلم ونحو ذلك كان محرماً سواء كان رده لذلك في وجه من رد عليه أم غيبته وسواء كان في حياته أم بعد موته، وهذا داخل فيما ذمه الله تعالى في كتابه وتوعد عليه من الهمز واللمز وداخل أيضاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم : -يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته-. وهذا كله في حق العلماء المقتدى بهم في الدين؛ فأما أهل البدع والضلالة ومن تشبهوا بالعلماء وليسوا منهم فيجوز بيان جهلهم وإظهار عيوبهم تحذيراً من الاقتداء بهم-.
نماذج لتورع السلف الصالح وتثبتهم عن الفتيا :
# قال ابن مسعود رضي الله عنه: "من أفتى الناس في كل ما يستفتونه فهو مجنون".
# وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو من كبار التابعين ومن أئمة الدين: "أدركتُ عشرين ومائة من الأنصار2 من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُسأل أحدهم المسألة فيردها إلى هذا، وهذا إلى هذا، حتى ترجع إلى الأول منهم، ما منهم من أحد إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا".
# عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سئل عن شيء فقال: "لا أدري"، فلما ولى الرجل قال: نعمَّا قال عبد الله بن عمر، سئل عما لا يعلم، فقال: لا علم لي به".
# وذكر الشعبي عن علي رضي الله أنه خرج عليهم وهو يقول: "ما أبردها على الكبد، ما أبردها على الكبد"، فقيل له: وما ذاك؟ قال: "أن تقول للشيء لا تعلمه: الله أعلم".
# وكان مالك رحمه الله يقول: "من أجاب في مسألة، فينبغي من قبل أن يجيب فيها أن يعرض نفسه على الجنة أوالنار، وكيف يكون خلاصه في الآخرة".
هناك مسائل يجب التحرز من الفتيا فيها :
1). دعوى تقارب الأديان وتوحيدها.
2). الدعوة إلى التعايش السلمي مع الكفار.
3). الدعوة لتقارب السنة مع الرافضة مع بقائهم وإصرارهم على عقائدهم الكفرية.
4). تحسين بعض البدع بالعقل والهوى.
5). التكفير والتفسيق.
6). التحليل والتحريم، ومن أخطر ما ألف في هذا العصر كتاب "الحلال والحرام" للدكتور يوسف القرضاوي سامحه الله، حيث أحل فيه كثيراً مما حرم الله، نحو التصوير، والتمثيل، والغناء، والموسيقى، والسينما، وغيرها، وصدق من سماه بـ"الحلال والحلال".
فالله أسأل أن يري علمائنا وجميع علماء المسلمين المفتين الحق حقاً ويرزقهم تباعه، والباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه.
فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله.
اخوك ابومصعب
__________________
فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله
" ولو طوى بساط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وُأهمل علمه وعمله لتعطلت الشريعة وإضمحلت الديانة وعمت الغفلة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة وإستشرى الفساد ، وإتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ، وحينئذ يحل عذاب الله وإن عذاب الله لشديد ." (الشيخ صالح بن حميد)
"أضع رأسي في آخر اليوم على الوسادة دون أن يكون في قلبي حقد أوغل أو حسد أو ضغينة ضد أحد من المسلمين مهما فعل بي وأدعوا الله لمن أخطأ في حقي بأن يغفر الله له ويسامحه "