صلاة الصبح هي المقياس الحقيقي لإيمانية الشخص ، فالذي يحافظ عليها يبرهن على أنه مريد لوجهه تعالى لا يبتغي بها سواه ، أما الذين لا يحافظون عليها فإن أعمالهم التي يعملونها مع الناس مخلوطة بالرياء والسمعة وحب المدح وليس فيها إخلاص ، لأنهم لو أرادوه سبحانه لطرقوا بابه في وقتها ولم يتركوا الشيطان يبول في آذانهم.
بعض منهم يقوم بقضاء حقها بعد أن يجلس من نومه ، وبعضهم لا يلتفت إليها ، حيث يوقّتون ساعتهم على موعد الدوام والمدرسة تاركين وقتها.
بعض آخر يقول : إنه لا يسمع صوت الساعة لأنه ينام متأخراً ، ناسين أو متناسين الامتحان الأكبر ، فنراهم في امتحانات الدنيا ( المدارس والجامعات ) يجلسون بلا ساعة خائفين وجلين من الرسوب ، يتربصون وقت الاختبار حتى لا تفوتهم الدقيقة الواحدة ، ناسين أن اله سيدخلهم قهراً إلى قاعة الامتحان وأنهم لن يدخلوا ساحة رحمته الواسعة ما لم يستدركوا ما بقي من عمرهم.
فإلى متى نظل في غفلة عن مصيرنا؟
ومتى سنستيقظ من نومنا؟
أليست الخطوة الأولى هي اليقظة ، لأن قلوبنا لم تصدأ من كثرة الذنوب لما كنا هكذا ، ولو فكرنا قليلاً في آخرتنا لأعطينا اهتماماً أكثر بالمسؤوليات الملقاة على عواتقنا.. إن ورائنا حساباً.. ولسنا كسائر الموجودات التي لا حساب عليها.. فلماذا لا نعتبر؟!