إذا عزم العبد على السفر إلى الله تعالى وإرادته ، عرضت له الخوادع القواطع فينخدع أولاً بالشهوات والرياسات والملاذ والمناكح والملابس ، فإن وقف معها انقطع ، وإن رفضها ولم يقف معها وصدق في طلبه ابتلى بوطء عقبة وتقبيل يده والتوسعة له في المجلس والإشارة إليه بالدعاء ورجاء بركته ونحو ذلك ، فإن وقف معه انقطع به عن الله ، وكان حظه منه ، وإن قطعه ولم يقف معه انقطع به ابتلي بالكرامات والمكشوفات ، فإن وقف معها انقطع بها عن الله وكانت حظه ، وإن لم يقف معها ابتلى بالتجريد والتخلي ولذة الجمعية وعزة الوحدة والفراغ من الدنيا ، فإن وقف مع ذلك انقطع به عن المقصود ، وإن لم يقف معه وسار ناظراً إلى مراد الله منه وما يحبه منه ، بحيث يكون عبده الموقوف على محابه ومراضيه أين كانت وكيف كانت ، تعب بها أو استراح ، تنعم أو تألم ، أخرجته إلى الناس أو عزلته عنهم ، لا يختار لنفسه غير ما يختاره له وليه وسيده ، واقف على أمره ينفذه بحسب الإمكان ونفسه عنده أهون عليه أن يقدم راحتها ولذتها على مرضاة سيده وأمره ، فهذا هو العبد الذي قد وصل ونفذ ولم يقطعه عن سيده شيء البتة ،،، وبالله التوفيق