الموضوع
:
قض العور
عرض مشاركة واحدة
28-04-2006, 02:16 PM
#
24
القلم
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 200
شكر الله لك أخي حسين على هذا الموضوع الحساس وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك ، وتأييدا لكلامك وتفاعلا مع موضوعك لك مني هذه المشاركة لعل الله أن ينفع بها الجميع وهذا والله من منافع هذه الشبكة المباركة التي جمعت كثيرا من عقلاء القبيلة لنتحدث عن أوضاع قبيلتنا ونصلح مافيها من أخطاءنا:
بين الفينة والأخرى نسمع بين أفراد قبيلتنا مصائب يندى لها الجبين إذا سمعها أحدنا تأثر منها طول يومه بل قد تحدث هذه المصيبة على أحد أقاربه. إنها مصيبةٌ تهاون فيها الكثير وأصبحت لديه كأهون كبيرة يرتكبها وقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر .. تجد مرتكبها ما إن يغضب على أحد من المسلمين حتى يدخل في مخيلته سلاحه( الرشاش) هل هو بجواره أو لا.. دون أن يفكر كيف يحل المشكلة أو يترفع عنها ليدعها لغيره..
إن مصيبة القتل ( الهرج) انتشرت حتى في أوساط المراهقين فاعتبروها مصيبة هينة يهددون بها كثيرا من المسلمين وكأنهم لم يسمعوا بالحديث الصحيح الذي رواه البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (
لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا
) بل كأنهم لم يسمعوا بقول الله تعالى
{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }
النساء93
آية عظيمة تحذر من القتل لو علمها أولائك لترددوا في الاستعجال والمبادرة، بل إن قتل مؤمنا واحداً أهون عند الله من زوال الدنيا كما في الحديث الذي رواه النسائي في باب تعظيم الدم.
وقد يعتقد القاتل أنه بعد دفع الدية أو حتى القصاص به لن يتحاكم عند الله مع المقتول ولكن الحق كما ذكر ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ
يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِالْقَاتِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاصِيَتُهُ وَرَأْسُهُ فِي يَدِهِ وَأَوْدَاجُهُ تَشْخُبُ دَما يَقُولُ: يَا رَبِّ قَتَلَنِي حَتَّى يُدْنِيَهُ مِنَ الْعَرْشِ
» رواه النسائي. فحينئذ أين يجد الجواب ؟ وما هو الجواب؟
بل لعظم هذه المصيبة فإن أول ما يقضى بين الناس في الدماء كما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما..
ومن المؤلم أن يكون هو الحل الأسرع لدى القاتل وفي اعتقاده أنها ستنتهي المشكلة بقتل المسلم بسبب تافه لا يُؤبه له
. بل إنه لعظم هذه المصيبة والكبيرة كثرت الأحاديث في التحذير منها والنهي عنها كما في السابق بل ولقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
لا تَرْجِعُوا بَعدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ
» - والمصيبة أنها قد تكون بين أقارب- نسأل الله العافية.
ولعلنا نتدبر هذه القصة والذي كان يعتقد القاتل فيها أنه على حق فما بالك بمن يعلم ويتعمد قتل المسلم ، فقد ذكر الإمام أحمد في مسنده عن عقبه بن مالك: «
أن سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم غشوا أهل ماء صبحاً فبرز رجل من أهل الماء فحمل عليه رجل من المسلمين فقال: إني مسلم، فقتله، فلما قدموا أخبروا النبيّ صلى الله عليه وسلم بذلك، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فما بال المسلم يقتل الرجل وهو يقول إني مسلم؟ فقال الرجل: إنما قالها متعوذاً، فصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه ومد يده اليمنى فقال: أبى الله عليّ من قتل مسلماً ثلاث مرات
».
ولعلك تنظر أخي فإن واحداً من الأحاديث السابقة تكفي!! بل أنظر مرتبة قتل النفس في الحديث الآتي أين جعلها النبي صلى الله عليه وسلم وماذا قدم عليها فقط لتعلم هول الكبيرة!!!
ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (
أكبر الكبائر الإشراكُ بالله، وقتلُ النفس، وعقوقُ الوالدَين، وقولُ الزُّور أو قال وشهادةُ الزور
». بل إن الله عز وجل يقول {
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً{68} يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً{69} إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ…}
الفرقان
وهنا حديث آخر تشيب منه المفارق لو علمه كل منا لما فكر يوم من الأيام في هذه الكبيرة التي تخطر على البعض وكأنها من صغائر الذنوب فقد أخرج النسائي عن عبدُ الله بنُ أبي زكريا ، قال: سَمِعْتُ أمَّ الدرداء تَقُولُ: سَمِعْتُ أبا الدَّرْدَاءِ يقولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : «
كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إلا مَنْ مَاتَ مُشْرِكاً، أوْ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً
».
ويعظّم الله جرم هذه الكبيرة ليحذر عباده منها فيقول{
مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً
}المائدة32.
أيه الإخوة ما بعد معرفة هذه الأحاديث إلا أن قامت الحجة على كل واحد منا فلا بد أن نتعلم الأحكام المهمة ونعلم أقاربنا ونحذرهم أشد الحذر من إرتكاب مثل هذه الجريمة وماذا على أحدنا لو أخذ هذا المقال وقرأه على أقاربه وجماعته في مجلس من المجالس أو وضعه في مسجد أو أرسله لأصدقائه لينصح لهم ويزيل عنهم ظلمات الجهل والاستهانة بالكبيرة.. ولو بقي كل منا صامت لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكرا فبئس والله المجتمع مجتمعنا .. فكفى بنا جهل للكبائر -عافانا الله وإياكم- نسأل الله أن يحفظنا وأقاربنا والمسلمين من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه .. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وآله وصحبه أجمعين
__________________
ليس الفتى من قال كان أبي *** إن الفتى من قال ها أنا ذا
من ابن باز إلى من تحاكم إلى العادات والأعراف القبلية
همسات لبني عمي!!!(1)(2)...
إن وجودَنا هنا في هذه الشبكة( اسمعوها جيدا) لنكون قدوة للقبائل في تعاوننا وتلاحمنا وتكاتفنا..لنكون قدوة للقبائل في كل أمر حميد في الشرع أو العُرف.
القلم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى القلم
زيارة موقع القلم المفضل
البحث عن كل مشاركات القلم