عرض مشاركة واحدة
قديم 27-04-2006, 11:04 AM
  #1
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
افتراضي المحبة الصادقة للرسول الكريم

يرتبط الحب في قلب الإنسان بدوافع وبواعث تبعث عليه ، مهمتها أن تحرك القلب وتدفعه نحو محبوباته .
في اللغة : ميل القلب فطرة أو إدراكاً ومعرفة ما يوافقه ويستحسنه .
وكذلك محبة رسول الله، معناها : أن يميل قلب المسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ميلاً يتجلى فيه إيثاره عليه الصلاة والسلام على كل محبوب من نفس ووالد وولد والناس أجمعين ، وذلك لما خصه الله تعالى من كريم الخصال وعظيم الشمائل ، وما أجراه على يديه من صنوف الخير والبركات لأمته ، وما امتن الله سبحانه على العباد ببعثته ورسالته ، وغير ذلك من الأسباب الموجبة لمحبته عقلاً وشرعاً .
إن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم تابع لمحبة الله عز وجل ، ذلك لأن محبة الله تعالى هي أساس المحبة الشرعية ، فمن أحب الله أحب رسوله لأجل حب الله عز وجل ، قال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) [ آل عمران ] .
ثم إن الله اصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالته ، وجعله خاتم النبيين , وأفضل الخلق أجمعين وحبيب رب العالمين ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أهل لأن يحب ، لحب الله تعالى له واختياره لهذا الخبر العميم .
فقد دل أمته على كل خير يقربها إلى ربها ، وحذرها من كل شر يجلب لها الذل والخزي في الدنيا والعذاب والنكال في الآخرة .
يقول تعالى : ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) [ آل عمران ] لأجل هذا كانت المنة ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم عظيمة ، والنعمة بذلك جسيمة ، ولا يعرف قدر هذه النعمة إلا من أدرك الفرق بين الهدى والضلال .
يقول الأستاذ عبد الرؤوف عثمان في كتابه " محبة الرسول بين الاتباع والابتداع " فمن عرف هذا الفرق وأدركه يقيناً ، علم عظم هذه النعمة التي لا تعادلها نعمة على ظهر الأرض ، وأحب الرسول عليه الصلاة والسلام بكل قلبه وأثر حب الله ورسوله على ما سواهما .
وعليه فإن حب المسلم للرسول صلى الله عليه وسلم يحركه في قلبه أمور كثيرة منها : تذكر الرسول عليه الصلاة والسلام وأحواله ، والوقوف على هديه صلى الله عليه وسلم والاشتغال بالسنة قولاً وعملاً ، ومعرفة نعمة الله على عباده بهذا النبي صلى الله عليه وسلم ، وكثرة الصلاة والسلام عليه.
ثم أن أقوى شاهد على صدق الحب هو موافقة المحب لمحبوبه ، وبدون هذه الموافقة يصير الحب دعوى كاذبة ، وأكبر دليل على صدق الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو طاعته واتباعه . فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم هو من أطاعه واقتدى به وآثر ما يحبه الله ورسوله على هو نفسه ، وظهرت آثار ذلك عليه من موافقته في حب ما يحبه وبغض ما يبغضه .
بيد أن هذا الاتباع محدد بشواهد وعلامات ، منها : تعظيمه عليه الصلاة والسلام وتوقيره والأدب معه ، والاقتداء به وتحكيم سنته والتحاكم إليها والرضا بحكمه .
يقول الحسن البصري رحمه الله : زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية: قال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) [آل عمران]
ويؤكد القاضي عياض رحمه الله على ارتباط محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بالاتباع فيقول : اعلم أن من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته ، وإلا لم يكن صادقاً في حبه وكان مدعياً .
ثم إن من تعظيمه صلى الله عليه وسلم نصرته والذب عنه ، وقد أوجب الله تعالى على الأمة نصرة نبيه صلى الله عليه وسلم وتوقيره ، وكيف لا يكون نصر الرسول عليه الصلاة والسلام من أوجب الواجبات بل حقه أن يفدي بالأنفس والأموال ، وأن يؤثر بكل عزيز وغال ، يقول سبحانه : ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) [ الأعراف ] .



ختاماً أقول : إن هناك فرقاً كبيراً بين المحبة الإيمانية التي تورث الإجلال والتوقير والتأدب مع سنته عليه الصلاة والسلام ، وبين محبة هائمة فلسفية المشرب خيالية المورد ، تورث تأليهاً لذاته وتجريداً لصفاته ، تترنم بأشعار الغالين وصلوات المتنطعين ، ومن أراد استجلاء هذا الفرق أكثر ، فلينظر إلى حال القرون التي أحبت رسولها صلى الله عليه وسلم محبة إيمانية كيف كانت ؟! .
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً