عرض مشاركة واحدة
قديم 19-04-2006, 02:26 AM
  #9
ابو سعد القحطاني
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,381
ابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond reputeابو سعد القحطاني has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب نسناس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحمد الله بعد العطاس لأن الله سبحانه وتعالى يحب العطاس لأنه جاء في صحيح البخاري { إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب } وذلك لأن العطاس يدل على خفة بدن ونشاط , والتثاؤب غالبا لثقل البدن وامتلائه واسترخائه فيميل إلى الكسل .
اذاً طبيعياً أن يكون العطاس من الرحمن لما فيه من المنافع للبدن وحق على المسلم أن يحمد الله سبحانه وتعالى على العطاس كما أن عليه أن يتعوذ من الشيطان حين التثاؤب.
هذا وقد عرف الإنسان منذ القدم فائدة العطاس لجسمه وعرف أنه يجلب له الراحة والإنشراح فاستخدم طريقة لتنبيه بطانة الأنف لإحداث العطاس وذلك بإدخال سنابل الأعشاب أو ريش الطير إلى الأنف أو باستنشاق مواد مهيجة (كالنشوق) حيث يؤدي ذلك إلى إحداث تهيج شديد في بطانة الأنف وأعصابها الحسية يؤدي إلى حدوث العطاس وما ينجم عنه من شعور بالراحة .
اذاً فما وجه قولنا للعاطس يرحمك الله إذا عطس؟ قال أهل العلم إن العاطس إذا عطس ربما ينحل كل عقدِ من رأسه وما اتصل من العنق يعني وضعية العطاس وضعية فيها خطورة حتّى أن بعضهم قال أنه لا تبقى عضلة في الإنسان إذا عطس إلاّ وتحركت فاذا قلنا له يرحمك الله كان هذا معناه أعطاه الله رحمة يرجع به كل عضو من الأعضاء التي تحركت الى موضعها ويبقى على حاله من غير تغير فرحمة الله صونه لهذا العبد العاطس في رجوعه الى حال الإعتدال وكذلك فإنه في اللغة الشوامت معناها القوائم فكأن التشميت أن يعود الى قوامه الذي كان عليه وأمّا بالنسبة لحال الشخص الذي لم يحمد الله فإنه لايشمت وقد جاء في الحديث أن هذا ذكر الله فذكرته وأنت نسيت الله فنسيتك والنسيان في اللغة يطلق على الترك ، الحمد للعاطس مناسبته واضحة يحمد الله أن دفع عنه الأذى وأذهب عنه الضرر وأعاده الى حاله وهذه نعمة والنعم تقابل بالحمد ، خروج الضرر نعمة وعودته الى حاله نعمة ولذلك يقول الحمد لله أنه ردني الى صحتي وعافيتي .
وقد اعتبره الأطباء القدامى " العطاس" شعاع الحياة ، وكان عندهم مقياساً لدرجة الصحة والعافية ، ولا حظوا أن الإنسان عندما يصاب بمرض خطير فإنه يفقد القدرة على العطاس ، وكانوا يعتبرون عطاس مريضهم بشارة لحسن العاقبة عنده وأملاً بابتعاد ناقوس الخطر عنه . ويذكرنا بأهمية العطاس للبدن ، التفاتة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بتشميت العاطس، هذه الالتفاتة توحي بأن هناك خطراً متوقعاً فجاء العطاس، فطرد ـ بقدرة الله جل جلاله ـ العدو المهاجم وانتصر عليه وأبقى صاحبه معافى . وهكذا يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نشمت العاطس، أي ندعو له بقولنا " يرحمك الله " .
فعلى المسلم إذا عطس أخاه المسلم أن يبارك له هذه الرحمة الإلهية والتي يكمن وراءها سر خفي من أسرار هذا الجسم البشري فسبحان من خلق الإنسان وأبدعه في أحسن تقويم .
ومن أدب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في العطاس:
أن يضع العاطس يده على فمه ليمنع وصول الرذاذ إلى الجالسين، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غض من صوته " .
وهذا الأدب النبوي له حكمته الصحية الجلية ، إذ يندفع مع العطاس رذاذه إلى مسافة بعيدة يمكن أن يصل معها إلى الجالسين مع العاطس، أو أن يصل إلى طعام أو إلى شراب قريب منه ، وهذا يمكن أن ينقل العدوى بمرض ما (كالزكام ) إن كان العاطس مصاباً به ، وليس من خلق المسلم في أن يتسبب بشيء من ذلك ، لذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأدب في أن نضع يدنا أو منديلاً على فمنا عند العطاس لمنع وصول رذاذه إلى الغير وفي ذلك ـ كما نرى ـ غاية الأدب ومنتهى الحكمة .

اخيراً : أشكر أخي الغالي نسناس على هذه الفوائد الثمينه.
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ماكتبته ومن قرأه سواء من الأعضاء أو الزوار في ميزان حسناتك... آمين.



فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله.
لك شكري وتقديري
أخوك ابومصعب
__________________
فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله

" ولو طوى بساط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وُأهمل علمه وعمله لتعطلت الشريعة وإضمحلت الديانة وعمت الغفلة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة وإستشرى الفساد ، وإتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ، وحينئذ يحل عذاب الله وإن عذاب الله لشديد ." (الشيخ صالح بن حميد)

"أضع رأسي في آخر اليوم على الوسادة دون أن يكون في قلبي حقد أوغل أو حسد أو ضغينة ضد أحد من المسلمين مهما فعل بي وأدعوا الله لمن أخطأ في حقي بأن يغفر الله له ويسامحه "

التعديل الأخير تم بواسطة ابو سعد القحطاني ; 19-04-2006 الساعة 02:51 AM
ابو سعد القحطاني غير متواجد حالياً