
قصة ممتعة لا تفوتك
أيها الاخوة الاعزاء هذه قصة من التراث اعجبتني وإن شاء الله تلقى استحسانكم
قال احد العرب كان لي بعير لا يسبق وكانت لي خيل لا تلحق فكنت أخرج فلا أرجع خائبا فخرجت يوما فصدت ضباً وعلقته على قتب بعيري ثم مررت بخباء ليس به الا عجوز ليس معها غيرها فقلت : يجب أن يكون لهذه رائحة من غنم او ابل فلما أمسيت إذا بإبل وإذا شيخ عظيم البطن شثن الكفين ومعه عبد أسود صغير السن فلما رآني رحّب بي ثم قام إلى ناقة فاحتلبها وناولني القدح فشربت ما يشرب الرجل فتناول الباقي فشربه ثم إحتلب تسع نياق وشرب ألبانهن ثم نحر حواراً فطبخه فاكلت منه شيئاً وأكل كل اللحم حتى ألقى عظامه بيضاً وجثا على كومة من البطحاء وتوسدها ثم غط غطيط البَكر ، فقلت في نفسي هذه والله الغنيمة ثم قمت إلى فحل إبله فخطمته ثم قرنته ببعيري وصحت به فاتبعني الفحل واتبعته الابل في قطار فصارت خلفي كأنها جبل ممدود فمضيت أبادر ثنية بيني وبينها مسيرة ليلة للمسرع ولم أزل اضرب بعيري مرة بيدي ومرة برجلي حتى طلع الفجر فأبصرت الثنية وإذا عليها سواد فلما دنوت منه أذا الشيخ قاعد وقوسه في حجره فقال : أضيفنا قلت : نعم . قال : اتسخو نفسك عن هذه الابل ؟ قلت : لا ,
فأخرج سهماً كأنه لسان كَلب ثم قال : أنظره بين أُذني الضب المعلق في القتب ، ثم رماه ، فصدع عظمه عن دماغه ، فقال لي : ماتقول ؟ قلت : أنا على رأيي الأول ، قال : أنظر هذا السهم الثاني في فقرة ظهره الوسطى ثم رمى به فكأنه وضعه بيده . فقال : رأيك ؟ فقلت : إني احب أن اتثبت ، قال : أنظر هذا السهم في عكرة ذنبه ، والرابع في بطنك ، ثم رماه فلم يخطىء العكرة . قلت أَنزل آمناً؟ قال : نعم . فدفعت له خطام فحله وقلت : هذه إبلك لم يذهب منها وبره ، وأنا أنظر متى يرميني بسهم يقصد به قلبي ، فلما تباعدت ، قال اقبل ؛ فأقبلت والله خوفاً من شره لا طمعا في خيره . فقال : ما أحسبك تجشمت الليلة إلا من حاجة ، قلت : نعم قال : فأقرن من هذه الابل بعيرين وامض في طريقك . قلت : أما والله لا أمضي حتى أخبرك عن نفسك ، فلا والله ما رأيت أعرابياً قط أشد ضرساً ولا أعدى رِجلاً ولا أرمى يداً و لا اكرم عفواً ولا اسخى نفساً منك ، فصرف عنّي حياءً ، وقال خذ الابل برُمتها مباركاً لك فيها .
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوسعيد الجنبي ; 18-04-2006 الساعة 10:05 AM
سبب آخر: تغير العنوان