![]() |
فـرق بــين قـرار وقـرار
فرق بين قرار وقرار بدون مجاملة ولا مغالاة ولا تجريح إذا قلت أننا اليوم نفتقد القرار الحق والقرار الحاسم في اللحظات الحرجة أو اللحظات التي يحتاج أن يكون والله إنه لفرق كبير بين قرار وقرار يُتخذ دون تردد أو خوف من النقد أو لوم أو ودون إرضاء لطرف على آخر إن القرار المناسب هو الذي يجب أن يكون على بينة وعدل وصدق ومصلة شرعية وواقعية ، وليس القرار التلفيقي الذي يظن أنه يرضي الجميع وهو في الحقيقة لا يرضي أحدًا ، ولا يعدل أمرا ، وقبل هذا كله لا بد أن يحسب صاحب القرار حساب الشورى وتقليب وجهات النظر مع أهل الرأي والعقل والدين وملاحظة واقع المسلمين والمصلحة الشرعية وما يراه العلماء في القديم والحديث عند ذلك يأتي الفرج بعد الشدة ويفرح المؤمنون بنصر الله وتقوم المصالح وتعمر الأرض وتأمن الناس على أنفهم وأموالهم وفي القرآن والسنة وواقع المسلمين أمثلة لذلك: المثال الأول: جاء في سورة البقرة أن بني إسرائيل ـ وفي يقظة من يقظات الإيمان ـ { إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } وأراد هذا النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ التأكد من صدق عزيمتهم ربما لأنه يعلم ما هم عليه من الخور والتردد { قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إن كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا } فأظهروا تصميمهم على القتال ، فاستجاب الله لنبيه وبعث لهم طالوت ملكاً يقودهم لقتال أعدائهم ، وقد ذكر لنا القرآن عن هذا القائد الحكيم أنه لم يستخفه حماس هذا الشعب ، فراح يختبرهم المرة تلو المرة ، ولم يصمد معه أخيراً إلا فئة قليلة ، واتخذ القرار الصعب وقاتل بهذه الفئة وجاء النصر { وقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وآتَاهُ اللَّهُ المُلْكَ والْحِكْمَةَ } المثال الثاني: بعد تكالب الأحزاب على المسلمين في غزوة الخندق رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يخفف عن المسلمين هذا الضيق رحمة ورأفة بهم فاستدعى زعماء البدو من غطفان وغيرها وطلب منهم الرجوع عن المدينة وترك حصارها ويعطيهم ثلث ثمارها ، وقبل تنفيذ هذا الرأي استشار السعدين: سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ، قالا: يا رسول الله! أمراً تحبه فنصنعه أم شيئاً أمرك الله به ، أم شيئاً تصنعه لنا؟ قال: بل شيء أصنعه لكم ، لأن العرب رمتكم عن قوس واحدة فقال له سعد بن معاذ: يا رسول الله! قد كنا وهؤلاء على الشرك وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة واحدة إلا قِرًى أو بيعاً أحين أكرمنا الله بالإسلام وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا؟! والله لا نعطيهم إلا السيف فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنت وذاك ، وكان وفد غطفان يسمع هذا الكلام فتزلزلت أركانه ، ورجعوا إلى معسكرهم ثم جاء النصر ريحاً وجنوداً لم يروها وانهزم الأحزاب خائبين. المثال الثالث: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أعد جيشًا بقيادة أسامة بن زيد ووجهته شمالي الجزيرة والروم ، ولكن الجيش لم يمضِ بعد سماع أنباء مرض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وتوفي رسول الله واستخلف أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ ورأى الصحابة إرجاع جيش أسامة بعد أن ارتدت العرب ولكن أبا بكر قال كلمته الحاسمة الجازمة ( لا أحل عقدة عقدها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنفذ جيش أسامة ) فقالت العرب: لو لم يكن بهم قوة وطاقة لقتال الروم لما أرسلوا لهم هذا الجيش وأصابهم الوهن والرعب بسبب ذلك ، وجاء النصر من عند الله على يد قامع المرتدين خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ قارن بين قرار اليوم وقرار الأمس ليس على مستوى كبير ولكن على الشخص نفسه ، تجد الواحد منا فوضوي إلى درجة أنه يقول سأفعل كذا وكذا ، ثم يفعل بعض الشيء ثم يترك أو يتراجع فما بالك بقرارات تتخذ من أناس لا عقل لهم ولا علم بل ارتجاليه ، بل وعلى مستوى كبير! إن اتخاذ القرار بدون تفكير ومشاورة ونظر وتأمل وتطبيق القاعدة الشرعية ( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ) دليل على قلة العلم وقلة العقل وحماقة الرأي وخلل التفكير |
رد : فـرق بــين قـرار وقـرار
الله يدل المسؤل على الحق والاجتهاد مشرووووووووووووع
|
رد : فـرق بــين قـرار وقـرار
جهد تشكر عليه
|
رد : فـرق بــين قـرار وقـرار
فرق اخي الحبيب بين الجيل الماضي وجيلنا الحالي
لأن تلك الجيال تربوا في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم ولديهم يقين كامل بالنصر والتمكين في الأرض والقائد في ذاك العصر كان قدوة ومثال يحتذى به فليس مسؤليته مقتصره على إصدار الأوامر فقط بل العكس تماما كان يخوض الميدان ويتحمل المصاعب والأخطار ويضرب لمن تحته أروع الأمثلة في قضية إتخاذ القرار وتنفيذه. المشكلة الآن ليس في تصدير القرارات بل تنفيذها وكيفية تنفيذها وآلية العمل بها وتطبيقها . تقبل مروري المتواضع الله يحفظك |
الساعة الآن 09:39 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com