![]() |
قلمي.. والوصف الأدبي
بسم الله الرحمن الرحيم وصف المشهد في لحظة سكون... الجميع يبحث عن أعماقه عن كلمة.. ينسكب حبر الأقلام.. تنساب الأفكار منتظمة في إطارٍ لذلك الحبر..هدوء يخرس الأفواه.. ضوء المصابيح يومض على الأوراق بحركة المراوح.. وجوه حائرة.. وجوه مفكره.. وجوه مكفهرة.. من بينهم ذلك الذي وجد ضالته في بحر أفكاره.. فرسم ابتسامة نصر خفيفة.. وذلك يلتفت كأنه يرى الكلمات في وجوه الآخرين.. أما هذا فيستأثر بأفكاره ويكتبها بحذر كأنها الأم خائفة على رضيعها.. اختلفت طريقة تفكيرهم... منهم من سدل شعر رأسه على كتفه وتخللت أصابعه بين خصلات شعره ، ومنهم من عض قلمه تستحثه الكتابة.. ومنهم من وضع يده على رأسه.. أقدام تتأرجح تحت الطاولات.. عيون تدور في المقل.. روؤس ترتفع وأخرى ترتخي.. وتلك الجدران صامتة تنتظر في ملل.. معلم يقلب صفحات كتابه برقابة صفحات تهتف باستنجاد... تلك هي ... حصة الوصف في اللغة العربية.. أطفال تحت لهيب الشمس عند كل اشارة مرور.. ينفطر قلبي على هؤلاء الصبية.. أطفال خانتهم البراءة.. ترى المعاناة والألم بادياً من نظراتهم... يحلمون باللعب.. يحلمون برداء زاهي.. يحلمون بقطعة خبز تحت صرير بطونهم... غلمان ضعفاء... يتجولون تحت حرقة الشمس ولهيبها... باحثين عمن يكسب فيهم أجراً.. حفاة.. على أبدانهم خرقاً مقطعة.. كأنهم المقاتل بعد حربه.. وجوههم التهبت... وشفاههم ابيضت.. ما أن تدنوا منهم.. حتى تسمع سرداً من الدعوات.. يطلبون منك ريالاً واحداً وتراهم يتطايرون فرحاً به.. ليل ونهار.. وهم على هذه الحال الذليلة.. حال لايقدر عليها العضلاء.. ولكن هذا جزائهم.. وهذا قدرهم.. والله يكتب ما يشاء... فالله خبير بالأحياء.. والأموات.. في وسط الحريق في يوم من أيام العمل .. صحو.. وهادي.. خرجت من البيت منطلقاً إلى عملي وفي هذا اليوم أردت أن يأخذني السائق للعمل وهي ليست عادتي.. فقد كان ينتظرني بالسيارة.. ذكرت الله كعادتي في الخروج.. ومشينا.. رحت أراقب حركة السير كعادتي.. وكنت شارد الذهن بالمنظر حتى طال بنا الطريق.. وفي النفق.. لم يقطع حبال أفكاري إلا اندفاع جسمي كله للإمام.. ضرب رأسي في زجاج السيارة واهتز جسمي اهتزازاً عنيفاً... لأني فرطت في استعمال حزام الأمان.. واندهشت أكان زلزالاً أم ماذا..؟! بدت الصورة تقل وضوحاً.. لم أرى إلا دخاناً أبيض يتصاعد.. حسبته ضباباً ولكن هيهات ونحن في وقت بداية الصيف.. لم أكن أصدق ما أرى.. كأنني تائه في بياض واسع.. سمعت صوتاً يناديني ... هيا أنزل.. أنزل.. إن السيارة بدأت تحترق.. كان صوت السائق.. وصوت الجمهور حوله.. فُقْتُ من توهماتي.. ورحت أفتح الباب.. ولكنه لا يريد.. ناديت من يسمعني أفتح أفتح.. فقفزت لباب السائق بجانبي ونزلت من باب السائق.. عندما وقفت خارجاً.. بدأ رأسي يدور ويدور.. والمنظر حول رأسي.. أفتح عيناي برهة فأرى حطاماً قد غشاه الضباب.. وزجاجاً متناثراً هنا وهناك.. وصوت الإسعاف يدوي في أذني.. ورجال يحدثوني.. وأصوات وأصوات.. تركتهم وجلست على حافة بعيدة.. ورحت أسمع نبضات قلبي ترتعش.. ولساني يلهج داعياً .. وبعد دقائق.. عاد ماكان إلى ما كان.. فأنطفأ كل شيء .. وأنخفض صدى أصواتهم.. فأتى أخي الأصغر مني .. وبدى عليه الفزع.. فرحت أهدئه.. وأطمئنه.. فأخذني إلى عملي بعد إلحاحي إليه.. |
رد : قلمي.. والوصف الأدبي
أخي الكريم عبدالله الوهابي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هكذا الايام تأرجحنا حينا وآخر في ردهاتها وسلاحنا الصبر والبحث المستميت في البقاء بأي صورة كانت الله الله ماأقسى الأيام حينما تتجهم سوادا وكآبةً بإثارة غضب الظروف القاسيه وحتما لامحال في مجاهدة تلك المآسي والمناظر التي تنعكس سلبا على حياتنا اليوميه نسأل الله حسن الختام شكرا لـــك.. |
رد : قلمي.. والوصف الأدبي
اقتباس:
الأنسان المسلم على خير في السراء والضراء --- وخاصه عندما يكون ايمانه قوي --فسوف يقتنع بالقضاء والقدر فممكن هذه الحادثه --كانت سببا ان لا يقع في حادث اكبر في نفس الطريق وفي نفس اليوم -- تقبل مروري وملاحظاتي -- مع تقديري --فلا يمكن ان ترتفع العين على الحاجب فلك كل الأحترام تحياتي |
رد : قلمي.. والوصف الأدبي
رائع
قلم يستحق الاشادة |
رد : قلمي.. والوصف الأدبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارحب ياعبدالله كيف الحال ان شاء الله بخير ماشاء الله تبارك الله قلم من ذهب حقا كتبت فاابدعت .. قرائنا فااعجبنا تسلم لنا يمينك علي كتابة هذا الموضوع الجميل والرائع تحياتي لك |
رد : قلمي.. والوصف الأدبي
اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته كلام جميل ولكن علينا الصبر والمثابرة والدروس من الآخرين |
رد : قلمي.. والوصف الأدبي
اقتباس:
أهلاً أخي الفاضل أبو عبدالله.. وشرفتني بتعليقك الجميل وأما ما ذكرته من ملاحظة فأعتز بها ولكنها خالفة الصح والصحيح فهذا ما ذهب له محمد النابلسي الناقد السوري الكبير ومن المعلوم أن توضيح طبيعة النص الأدبي وخصائصه سوف يستخدم الكاتب منهج الموازنة .. لأنه بضدها تتميز الأشياء وتكلمت على بعض الحقائق المتعلقة حسب الموضوع وهو ما راح به قدري حافظ علوان في الوصف الأدبي أما المقال الصحفي فهو دائماً يستقي من الوصف الأدبي وسواءً كذا أو غيره... فلو دقق دائماً فيما كتبه الأدباء وأصحاب القلم في عصورهم السابقة لما وصلتنا هذه النصوص الأدبية التي بين أيدينا.. علماً أن هذا الوصف حُزت به الدرجة الأولى بالنادي الأدبي بمكة لشهر ربيع الأول.. بعد التحليل عليه من كبار أدباء النادي بمكة ثم إن الأدب ما هو إلا نظارة ذات عدسات ملونة تريك الدنيا باللون الذي تحب وتختار فما هو تقديرك للوصف الصحفي وتقديرك للوصف الأدبي..!؟ |
رد : قلمي.. والوصف الأدبي
شيخ النقاد
فهد العلياني وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شكراً لمروركما الكريم الجميل |
رد : قلمي.. والوصف الأدبي
خواطر أكثر من رائعة ..
كل الشكر لك يا أبا عبد الملك .. |
رد : قلمي.. والوصف الأدبي
اقتباس:
جميل جدا ---كان بالأمكان المرور على الموضوع --ونسجل شكرنا وحضورنا ولن اجادل ولن اوضح الفرق --رغم معرفتي به -- خاصه بعد ان اطلع عليه من هو أكفأ منا واكرر ان هناك فرق كبير --بين الوصف الصحفي -- والأدبي --ولو تترك كلام النقاد الذين ذكرتهم ولجنة النادي الأدبي --وبحثت بنفسك سوف تغير رأيك--هناك الوف النصوص الأدبيه --اختار احدها وقارن وستجد الفرق بسهوله--- فلكل من الصياغتين --أدوات فنيه يجب توفرها وبإختصار --الفرق--وهذا تشبيه وليس قاعده مثل الفرق بين -- الكلام المقفى والموزون --وبين الكلام العادي لذلك الشعر والنثر --من الأدب -والقصه والروايه --والسير الذاتيه -- الخ اين هذا من ذاك-- اين لغتها وصياغتها ؟ اقتباس:
وعند سؤالك للجنه --سوف تعود الى رأي --وتقول انه صح ثق اننا نتخذك قدوه لنا في الأخلاق وطلب العلم --والأختلاف لايفسد الود تحياتي |
الساعة الآن 11:52 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com