![]() |
من قصص الأولين التاريخية والأعتبار منها
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يحكى أنه كان في أحد الأيام من ماضي السنين إحدى القبائل التي تجول في بادية الجزيرة العربية بحثا عن المرابع والكلأ. وما لبثت هذه القبيلة حتى وجدت بقعةً معشبة أرضها و ماؤها وافر، فاستقرت فيها. وفي أحد الصباحيات الجميلة فزع أفراد تلك القبيلة على صياح الراعي بقوله: قُتل الكلب .. قُتل الكلب. والكلب المقصود كان كلب الحراسة المسئول عن حراسة حلال القبيلة من أغنام وأبل في المراعي البعيدة ، يضاف إليها مسئوليته عن حراسة المضارب عند ورود الحلال. وكان كلبا وفيا ، قويا تهابه الدواب والذئاب وتحسب له ألف حساب. الحاصل أن أفراد القبيلة أجتمعوا لدى شيخهم المريض والذي كان أحد حكماء العرب المعدودين وشجاعا من شجعانهم حتى هده المرض فأقعده الفراش. فقالوا له: ما رأيك يا شيخ في مقتل الكلب ؟ فأجابهم بعبارة واحدة: أذبحوا ذباح الكلب. تداول أفراد القبيلة الرأي مع أبناء الشيخ ، فقال الأبناء إن أبانا قد هدّه المرض وأصبح يهذي ، فكيف نذبح رجلاً بدم كلب! والكلب بدله ألف كلب ، ولكن إن قتلنا الرجل فقد ينشأ عن ذلك حرب مع القبيلة الأخرى لا تبقي ولا تذر. وهم بالمناسبة عرفوا أن قاتل الكلب ينتمي لإحدى القبائل المنافسة لهم على المرعى والماء. المهم أنهم اتفقوا على السكوت وتجاوز الموضوع ، وعفا الله عما سلف. وما إن مرت أيام معدودة إلا وفوجئ أفراد القبيلة بالراعي يهرول إليهم صائحا بقوله: سُرق الغنم .. سُرق الغنم. فاجتمعوا كالعادة عند كبيرهم وشيخهم المريض يتداولون الرأي، فقال لهم شيخهم الحكيم عبارته الأثيرة: اذبحوا ذباح الكلب! فاستغربوا وتعجبوا من كلامه، لأن الموضوع لا يتعلق بمقتل الكلب ولكن بسرقة بعض الأغنام، ولكنه لم يتجاوز عبارته تلك ولو بكلمة واحدة. فتجاوزا عنه لاعتقادهم بأنه مريض يهذي وجلسوا يتداولون الرأي مع أبنائه الحمقى. فقالوا أن الموضوع لا يتجاوز سرقة عدد من الأغنام ، ولو قاتلنا من سرقوا الأغنام فقد يتسبب ذلك في فتنة وقتال له أول وليس له آخر ، فالرأي أن نتجاوز عن ذلك ويعوضنا الله , وهذا ما عملوه. وما إن مرت أيام قليلة إلا وسمع القوم هديرا كهدير الرعد ، في ظلام الليل الحالك. وإذا بفرسان في يدهم السيوف يداهمون مضارب القبيلة ويمعنون فيها قتلا وتخريبا. ولم تنته الغزوة إلا وجميع رجال القبيلة بين قتيل وجريح وفار. وكانت النتيجة سبي النساء ونهب الحلال واحتلال الأرض. وكان أحد ابناء شيخ القبيلة قد فر بوالده لما أحتدم القتال ومالت كفته لصالح الغزاة. وأستمر بالفرار حتى تيقن من الأمان ثم توقف لأخذ قسط من الراحة. وهنا تذكر عبارة والده التي مازال يكررها بذبح ذباح الكلب. فسأل والده عن ذلك. فأجابه الشيخ الحكيم بقوله:- لو قتلتم ذباح الكلب من البداية لصنعتم لأنفسكم مهابة وصيتاً وعزة ، ولما تجرأت عليكم القبائل بعد ذلك بالسرقة ثم بالغزو والسبي والنهب. ولكنكم هنتم في أنفسك، وتهاونتم في حقوقكم ، وضعفتم عن المطالبة بها حتى أنتهى بكم الحال إلى ما أنتم فيه من مذلة ومهانة وإنكسار. هذه هي القصة وأتمنى أن تعجبكم، أما العبرة فأتركها لكم لتستخلصوها بأنفسكم، ثم تفيدونا بها من خلال تعليقاتكم ومشاركاتكم التي تودون التعبير عنها وسردها في مجالسنا الرائعة. وسلامتكم وسلامة من يقرأ او يسمع هالسالفة،،،،، أخوكم/ أبو سحمي |
رد : من قصص الأولين التاريخية والأعتبار منها
ارحب اخوي الغالي ابو سحمي
لو استخلصنا العبره من القصه فسوف تعرج بنا على قضيتنا الكبرى فلسطين ومسأله التفريط بالمهابه اما الكلب فهو اوفى مخلوق لصاحبه وذبحه عند العرب والباديه خاصه امر صعب قد تروح فيه رقاب فلا يقتله سوى مستهتر او سارق يقول محمد المهادي ماضرب ورع الجار منا ولابكاء ------------- ولاطق كلبه بالعصا من حكى بها تحياتي لك ابو سحمي |
رد : من قصص الأولين التاريخية والأعتبار منها
ارررررحب يابو سحمي
قصه جميله وموعضه مفيده تقبل مروري والك الشكر |
رد : من قصص الأولين التاريخية والأعتبار منها
لاهنت يابوسحمي على الموضوع...
وكما قال أخوي الظور"اما الكلب فهو اوفى مخلوق لصاحبه وذبحه عند العرب والباديه خاصه امر صعب قد تروح فيه رقاب فلا يقتله سوى مستهتر او سارق" وهو عزلله صادق كان حياة شينان بن بطي آل رقعان آل شنان كان عنده كلب حراسه ومرة من المرات غازينهم الياميه فقالو أن كنكم ذبحتم الرجال ولا عقرتو الكلب فتركم كسرتوا القوم ولاحصلهم الي يبون حتى يقولون أن الكلب عقر أثنين منهم ذاك اليوم |
رد : من قصص الأولين التاريخية والأعتبار منها
اقتباس:
البقى البقى يا الظور فعلا أنك أصبت كبد الحقيقة في تعليقك البناء ولقد أستخلصت بالفعل برؤيتك الواقعية للمستقبل أحدى العبر والأمثلة الوقعية التي تتمثل في القضية الفلسطينية ومراحل أحتلالها .... بالفعل ان الحر تكفيه الأشارة،،،، أبو سحمي |
رد : من قصص الأولين التاريخية والأعتبار منها
لا جديد فالتميز عادتك يابو سحمي
موضوع غاية في الروعه وقصة فيها الكثير من العبر .. |
رد : من قصص الأولين التاريخية والأعتبار منها
اقتباس:
ولا هان غاليك يا ابن شنان شكرا لتعليقك وأضافتك المفيدة لهذا الموضوع، وبمداخلتكم سوف تعم الفائدة أن شاء الله. أخوكم/ أبو سحمي |
رد : من قصص الأولين التاريخية والأعتبار منها
اقتباس:
أرحب أرحب يا أخوي صالح بن ناعمه أطلالتك وتعليقك اللطيف هو الأروع والقمة في التميز. دمت لأخوانك في شبكة الأسرة الواحدة "قحطان". [left]أبوسحمي[/left] |
رد : من قصص الأولين التاريخية والأعتبار منها
يا مرحبا عداد الحيا يابو سحمي ..
الله يجزاك خير الجزاء .. شكرا لك يا نور المجالس |
رد : من قصص الأولين التاريخية والأعتبار منها
اقتباس:
أرحب أرحب يا الشواطي والله يجزاك بمثله، والمجالس منورة بأهاليها يا القرم. أخوكم/ أبو سحمي |
الساعة الآن 05:34 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com