![]() |
إيثار الصحابة
إيثار الصحابة من حول الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم كان الصحابة الذين ضربوا روائع الأمثلة في الإيثار ، فهذا مثلاً عمر بن الخطاب رضي الله عنه يروي لنا إن رجلاً أهدى إلى أحد رأس شاة فقال المُهْدَى إليه : إن أخي فلان أحوج إليه مني ، فبعث به إليه ، وظل رأس الشاة يتنقل بين سبعة بيوت ، ورجع إلى الأول . وكان قيس بن سعد بن عبادة مريضاً ، فتخلف عن عيادته جمع من معارفه ، فسأل عنهم فقيل له : انهم يستحيون مما لك عليهم من الدين . فقال : أخزى الله مالاً يمنع الناس من الزيارة . ثم أمر منادياً ينادي : من كان لقيس عليه مال فهو منه في حل . ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ صرة فيها أربعمائة دينار ، وقال لغلامه اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح ، ثم تلكأ في البيت ساعة حتى تنظر ماذا يصنع بها . فذهب الغلام وقال لأبي عبيدة : يقول لك أمير المؤمنين ، اجعل هذه في بعض حاجتك . فقال : وصله الله ورحمه ، ثم قال تعالي يا جارية ، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان ، وبهذه الخمسة إلى فلان ، حتى نفدت ، وعاد الغلام وأخبر عمر فأعطاه مثلها لمعاذ بن جبل ، وأمره بمعرفة ما يصنع بها ففعل معاذ ما فعله أبو عبيدة ، لكن امرأته قالت : ونحن والله مساكين فأعطنا ولم يبق في الصرة إلا ديناران فأعطاهما لها ، ولما عرف عمر ذلك سر سرور كبيراً ، وقال إنهم اخوة بعضهم من بعض . ولقد جاء للرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ضيف لم يجد ما يطعمه فقال لأصحابه : من يضيف هذا الليلة ؟ فقال رجل من الأنصار اسمه أبو طلحة أو أبو المتوكل : أنا يا رسول الله . وذهب به إلى بيته وليس فيه إلا قوت أطفاله فقال لزوجته عللي الأطفال بشيء ، فإذا دخل ضيفنا فأطفئي المصباح وأريه أنا نأكل معه . وقعدوا واكل الضيف وهما لا يأكلان فلما أصبح الصباح قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم للأنصاري : قد عجب الله عز وجل من صنيعكما بضيفكما (1) . ولقد آثر الصحابة رسول الله بأنفسهم ، وهذا أبو طلحة يحمي النبي بنفسه في غزوة أحد ، فإذا تطلع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ليرى القوم قال له أبو طلحة حريصاً على حياته : لا تشرف يا رسول الله ، لا يصيبونك بمكروه ، نحري دون نحرك . وهذه عائشة ( رضي الله عنها ) سألها مسكين شيئاً وهي صائمة وليس في بيتها إلا رغيف ، فقالت لخادمتها أعطه إياه . فقالت : ليس لك ما تفطرين عليه . فقالت : أعطه إياه ، ففعلت . وفي المساء أهدي إليهم شاة بكفنها . فقالت عائشة للفتاة : كلي من هذا فهذا خير من قرصك ... وفي غزوة اليرموك انطلق حذيفة العدوي بشربة ماء يبحث بها عن ابن عم له ليسقيه ، وهو يقول : إن كان به رمق سقيته ، فوجده جريحاً بين الحياة والموت . فقال له : أسقيك ؟ فأشار له برأسه أن نعم ، ثم رأى رجلاً بجواره يردد : آه آه ، فأشار إلى ابن عمه ليذهب بالشربة إلى ذاك الرجل ، وكان هشام بن العاص ، فلما هم هشام أن يشرب سمع ثالثاً يردد : آه آه . فأمر الساقي أن يذهب إليه بالماء ، فلما بلغه الساقي وجده قد مات ، فعاد إلى هشام فوجده قد مات ، فعاد إلى ابن عمه فوجده قد مات . وما أكثر الأمثلة الرائعة في تاريخ السلف من أبناء الإسلام ، مما يعد في نظر العامة من الناس كالرؤيا أو الأحلام . (1) - صحيح مسلم ج: 3 ص: 1624 . |
رد : إيثار الصحابة
جزاك الله خيرا موضوع رائع
|
رد : إيثار الصحابة
بارك الله فيك
طرح قيم ومفيد |
رد : إيثار الصحابة
جزاك الله خيرا
موضوع في غاية الأهمية وكان قيس بن سعد بن عبادة مريضاً ، فتخلف عن عيادته جمع من معارفه ، فسأل عنهم فقيل له : انهم يستحيون مما لك عليهم من الدين . فقال : أخزى الله مالاً يمنع الناس من الزيارة . ثم أمر منادياً ينادي : من كان لقيس عليه مال فهو منه في حل . كم الفرق بين هذا وبين من يهرب من مسجد حيه او مسجد قريته بسبب اصحاب الديون لا يطالبونه |
رد : إيثار الصحابة
الحمد لله وسبحان الله والله أكبر
|
الساعة الآن 08:14 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com