![]() |
وقـفـة ثـالــثـة مـــع الإبـــتـــلاءات
أهلا ومرحبا بك أخي الحبيب ومع هذه الصفحة الجديدة من صفحات هذا المجلس المبارك ومع الوقفة الثالثة والتي تحمل عنوان [[ لـلـمـــــــؤمـــــــن فـــــــقـــــــط ]] ولذا يقول المصطفى ـ عليه الصلاة والسلام ـ " عجبا لأمر المؤمن , إن أمره كله له خير , وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له " رواه مسلم تأمل في هذا الحديث الذي يحمل السر العظيم وهو " ليس ذاك لأحد إلا للمؤمن " فالمؤمن لا تزحزحه المضايقات ولا المناوشات ، ولا التهديدات ، ولا تذهب به الوساوس كل مذهب بل يسكن إلى عقيدته يطمئن إليها ، آمناً من كل مكروه ، إلا ما كان من قدر الله ، موقناً أن الله لا يريد به إلا خيراً ، فذلك أمر المؤمن الذي ليس إلا لمؤمن ، ولا شك أن كل ذلك مرتبط بحقيقة العبودية لله ـ عز وجل ـ وبحكمة الابتلاء ، فالمسلم مستسلم لأمر الله الشرعي راضٍ بأمره القدري ، مؤمن بأنه لا يكون أمر في الكون إلا بعلم الله وقدره ، وأن هذا الكون وما يجري فيه لم يخلق عبثًا ، بل لحكمة عَلِمَها من عَلِمَها وجَهِلَها من جَهِلَها ، وفي الحديث سر عجيب ألا وهو تداخل الشكر والصبر، فيبدو الشكر أعم من الصبر من بعض الوجوه والصبر أعم من الشكر من وجوه أخرى ، ومما يبدو به الشكر أعم : لأنه يكون على كل ما قضى الله بما في ذلك ما يستوجب الصبر ، فالمؤمن يشكر ربه على ما نزل به من ضراء ويصبر ، وشكره ذلك لإيمانه الراسخ بأن الله حكيم رحيم ، فالخير فيما اختاره ، وما ظنه العبد مصيبة هو بعاقبته نعمة ويكفي أن الله يكفِّر بها خطاياه ويكتبها له في حسناته إلى يوم يلقاه ، والمقصود : أن كل ما يستوجب صبر المؤمن فإن الشكر يخالطه ، فهو بهذا المعنى أعم من الصبر ، ما يصيب الإنسان إن كان يسره فهو نعمة بينة , وإن كان يسوؤه فهو نعمة , من جهة أن يكفر خطاياه ويثاب بالصبر عليه ومن جهة أن فيه حكمة ورحمة وخير لا يعلمه العبد { فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا } هذا هو الإسلام لا يصادم الفطرة , ولا يمار بها ولا يحرم عليها المشاعر الفطرية التي ليس إلى إنكارها من سبيل , ولكنه يعالج الأمر من جانب آخر , ويسلط عليه نورا جديدا , فالابتلاء على أسمه ابتلاء والمصيبة كذلك على اسمها مصيبة , لكن وقوعها ونزولها على المؤمن لها طعم آخر , فيعلم أن من وراء ذلك حكمة تهون المشقة , فتساغ مرارتها بالصبر واليقين فيتحقق خيرا مخبوءا قد لا يراه النظر الإنساني القصير , فإذا أصابت المؤمن المصيبة والبلاء , فصبر وشكر عندها تفتح له نافذة جديدة يطل منها على حقيقة الأمر , نافذة تهب منها ريح رخية عندما تحيط به الكروب , وتشق عليه الأمور , يقف وكأنه يقول: لعل وراء المكروه خيرا , ووراء المحبوب شرا , فعلم أن الذي ابتلاه هو الذي أنعم عليه سنين , والذي أخذ منه هو الذي أغدق عليه سنين , ولا تظن يا ـ أخي المصاب ـ أن كل ما تكرهه نفسك فهو مكروه على الحقيقة , ولا كل ما تهواه نفسك هو نافع لك ومحبوبا كلا , بل هو كما قال الله { ويجعل الله فيه خيرا كثير } يقول بعض السلف" إذا نزلت بك مصيبة فصبرت كانت مصيبتك واحدة , وإن نزلت بك ولم تصبر , فقد أصبت بمصيبتين: فقدان المحبوب , وفقدان الثواب " ومصداق ذلك ما هو في الكتاب مسطورا { ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير أطمئن به , وأن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين } أخي الحبيب: الدنيا من حولك تضطرب وتتلاحق فيها الفتن ، الدنيا تتزخرف وتتزين ، وأنت ترى البعض قد غرته وخدعته فأصبح يعلم ظاهرا من الحياة الدنيا وهو عند الآخرة من الغافلين فالإحداث والابتلاءات والشبهات والشهوات عن يمينك وعن شمالك تتلاطم , وقد تخطفت الكثير , حتى أصبحوا في ضلال بعيد , بل في ضلال مبين لكل عاقل لكن الذي متعرف على الله في الرخاء وسائر على بصيرة ونور من ربه لا يتلجلج ولا تزل بك القدم , ثابت القلب , هادئ البال , مطمئن الإيمان دعواه في ذلك { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتننا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب } هذا وإلى لقاء آخر إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله |
رد : وقـفـة ثـالــثـة مـــع الإبـــتـــلاءات
جزاك الله خير يا سعيد شايع
|
رد : وقـفـة ثـالــثـة مـــع الإبـــتـــلاءات
وإياك .. أشكر لك مرورك |
رد : وقـفـة ثـالــثـة مـــع الإبـــتـــلاءات
قال الفضيل بن عياض : " الناس ما داموا في عافية مستورون ، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم ؛ فصار المؤمن إلى إيمانه ، وصار المنافق إلى نفاقه " .
ورَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي "الدَّلائِل" عَنْ أَبِي سَلَمَة قَالَ : اُفْتُتِنَ نَاس كَثِير - يَعْنِي عَقِب الإِسْرَاء - فَجَاءَ نَاس إِلَى أَبِي بَكْر فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ : أَشْهَد أَنَّهُ صَادِق . فَقَالُوا : وَتُصَدِّقهُ بِأَنَّهُ أَتَى الشَّام فِي لَيْلَة وَاحِدَة ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة ؟ قَالَ نَعَمْ , إِنِّي أُصَدِّقهُ بِأَبْعَد مِنْ ذَلِكَ , أُصَدِّقهُ بِخَبَرِ السَّمَاء , قَالَ : فَسُمِّيَ بِذَلِكَ الصِّدِّيق . بارك الله فيك شيخنا الكريم ابن الكرام |
رد : وقـفـة ثـالــثـة مـــع الإبـــتـــلاءات
أحسنت ... وأشكرك على الإضافة
|
رد : وقـفـة ثـالــثـة مـــع الإبـــتـــلاءات
جهد تشكر عليه
|
الساعة الآن 11:31 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com