![]() |
مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجــ( 10 )ــال ؟؟؟
أخي المسلم أختي المسلمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سبق الحديث في اللقاء ـ التاسع ـ والذي قبله عن الإيمان وأهميته في حياة العبد ولا شك أن الإيمان لوحده لا يكفي ، بل إن ما أجمع عليه السلف في أبواب الإيمان أن الإيمان: قول .... وعمل وأنه قول القلب وعمله وقول اللسان وعمله وعمل الجوارح إذاً فالعمل الصالح جزء لا يتجزأ من الإيمان والإيمان هو في القلب ، والقلب إذا صلح وزع هذا الإيمان على الجوارح فعلى القلب جزء من الأعمال التي تخصه ، وعلى اللسان نصيب يخصه ، وعلى الجوارح ما يخصها وعلى هذا فإن الأعمال الصالحة تشمل جميع الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة المرضية عند الله ـ عز وجل ـ يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ " رحى العبودية تدور عل خمس عشرة قاعدة من كملها كمل مراتب العبودية وبيانها: أن العبودية منقسمة على القلب واللسان والجوارح وعلى كل منها عبودية تخصه " أيها الأخ الحبيب: ما المراد بالعمل الصالح؟ لقد ذكر الإمام الطبري ـ رحمه الله ـ في تفسير قوله تعالى { وعملوا الصالحات } أي: " أدوا ما لزمهم من فرائضه واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه " أخي المسلم: لقد قرر الله ـ عز وجل ـ الخسارة على بني آدم فقال { إن الإنسان لفي خسر } ثم استثنى من هؤلاء الخاسرين أصحاب الإيمان والعمل الصالح فقال { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } وقال { إلا من آمن وعمل صالحاً } والعمل الصالح: ميدانه واسع ، ومفهومه شامل العمل الصالح: ينظم أعمال القلوب والجوارح في الظاهر والباطن بل وإن من الأعمال الصالحة ما يمتد إلى ما بعد الممات.. وذلك من الصدقة والعلم والذرية الطيبة يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولدٍ صالح يدعو له " وإن من الأعمال التي يقوم بها الإنسان أعمالاً يومية معتادة ، بل إن منها ما هو من لوازم بناء الحياة ولكنها تكون أعمالاً صالحة محسوبة في ميزان العبد ، إذا صحت بها النوايا ، واستقامت على الطريقة الصحيحة ، وأتقن أداؤها العمل الصالح: بشتى صوره وأنواعه وألوانه .. يحفظ على المرء دينه وماله وعرضه ، ويكسبه الحياة الطيبة ويقوده إلى الخير وراحة البال ، قال الله تعالى { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبه } انظر كيف جمع أعمال الجنسين - الذكر والأنثى - وجعلها متساوية في الجزاء ، وفي صلتهما بالله ، وفي جزائهما عند الله { فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى } قبل من الجميع ذكرانا وإناثا بلا تفرقة ، فكلهم سواء في الإنسانية { بعضهم من بعض } وكلهم في الميزان سواء ، قال تعالى: { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } واستجابته ـ سبحانه ـ لهذا العمل لأنه ناشئ عن إيمان بالله ، ولذا قال عز وجل: { وهو مؤمن } فبدون هذا الإيمان لا يقوم بنا ، ولا يجتمع شتات ، ولا نسلم من فتنة ، فالإيمان والعقيدة الصحيحة هي التي تجعل للعمل الصالح ثمرته وجزاءه ، يجدها العبد حياة طيبة ، وسعادة وأمنا وأمانا ، وفي الآخرة فيكفي في ذلك قول ربنا سبحانه { ولنجزينهم بأحسن ما كانوا يعملون } العمل كان إيجابي ، لذا كانت ثمرته { فاستجاب لهم } هذا هو العمل الصالح ، أدى ثمرته فكان الجزاء { بأحسن ما كانوا يعملون } ولا تحقرن من العمل الصالح شيئا ، ففي الحديث الصحيح " الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله ، تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض ، والصلاة نورُ ، والصدقة برهان ُ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها " أستودعك الله إلى لقاء قادم ـ بإذن الله ـ والسلام عليكم ورحمة الله. |
الساعة الآن 11:05 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com