![]() |
مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجــ( 5 )ــال ؟؟؟
أخي المسلم: السلام عليك ورحمة الله وبركاته كم يطيب لي وأنا ألتقي معك على مثل هذه الصفحات ، وكم يسعدني ونحن نتواصل على مثل هذه المائدة المباركة ، كل ذلك لنرفع الجهل عن أنفسنا ، ونطلع على ما جهلنا ونتعلم من هذا الدين العظيم ، وما أجمل أن تقف لتتفقه ولتطلع ، وإن كنت متابعا لهذا الموضوع الذي قد سبق الحديث فيه عن مقدمة وأربع لقاءات ، فالآن بين يديك اللقاء الخامس فبعد أن حمد الله نفسه ، وبين أنه أنزل على عبده الكتاب ووصفه بوصفين شاملين على أنه كامل من جميع الوجوه ، وهما نفي العوج عنه وإثبات الإسقامة له ، قال بعد ذلك { لينذر } والإنذار: هو الإعلام المقترن بالتخويف والتهديد ، لذا قال سبحانه { لينذر باساً شديداً } نعم: لينذر الذين كفروا بأسا شديدا من لدنه ، وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ، ينذرهم بأسا شديدا من لدنه ، والقرآن العظيم من فاتحته إلي خاتمته إنذار وتخويف وتهديد للكافرين قال تعالى { فأنذرتكم نارا تلظى } فحذرتكم – أيها الناس- نارا تتوهج ، وهي نار جهنم وقال تعالى { إنا أنذرناكم عذابا قريبا } بمعنى: إنا حذرناكم عذاب يوم الآخرة القريب الذي يرى فيه كل امرئ ما عمل من خير أو اكتسب من إثم ، وقال عز وجل { قل إنما أنا نذير وبشير } نعم.. نذير لمن خالف الأمر واتبع الهوى ، وبشير لمن أطاع وعمل صالحا واتقى ، ولتعلم أخي الحبيب: أن كل إنذار إعلام ، وليس كل إعلام إنذار ، وفي أول سورة الكهف بدأ سبحانه بالإنذار فقال{ لينذر } قال المفسرون: لينذر عبده محمد - صلى الله عليه وسلم - بهذا الكتاب نفسه أولاً ، فكان كما أراد الله وكما وصفه الله { وإنك لعلى خلق عظيم } وفعلا كان خلقه - عليه الصلاة والسلام - القرآن ، بدليل أنه يأتمر بأمره ، وينتهي عما ينهى عنه ، ثم لينذر به الناس قال تعالى{ وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ } أوحى الله إلى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا القرآن من أجل أن ينذر به عذاب الله أن يحل بمن خالف وأنذر به من وصل إليه من الأمم ، والله سبحانه بدأ بالنذارة في سورة الكهف على وجه الإجماع ، الإجماع الصارم بالتعبير ، والدليل{ بأسا شديدا من لدنه } وهو العذاب الأليم في الدنيا والآخرة ، ثم يعود فيخصص بالنذارة ، فيقول سبحانه { وينذر الذين كفروا } من اليهود والنصارى والمشركين ومن كان على شاكلتهم ، وخاصة { الذين قالوا أتخذ الله ولداً } والذين قالوا { يد الله مغلولة } والذين قالوا { إن الله فقير ونحن أغنياء } إلى غير ذلك من الآيات. أما البشارة وما أدراك ما البشارة: فالغالب في استعمالها أن تكون في الخبر أو الأمر السار الذي يعرف به العبد حسن عاقبته ، وأنه من أهل السعادة وأن عمله مقبول ، والبشارة: هي مأخوذة من انبساط الوجه ، كما أن السرور مأخوذ من انبساط الأسارير ، وعلى هذا يقولون: إن استعمالها فيما يسوء يكون من باب التهكم ، وقيل: إن البشارة تستعمل فيما يسر وفيا يسوء استعمالا حقيقيا ، لأن أصلها الإخبار بما يظهر أثره في بشرة الوجه في الانبساط والتمدد أو الانقباض والانكماش ، والبشارة بما يسر: فهي حلية الإبرار وزينة الأخيار ومنار سبيل المؤمنين وروح وريحان للصالحين قال الله تعالى مبشرا هؤلاء { وبشر المؤمنين } بأي شيء يبشرون؟! يبشرون بجنات النعيم { وابشروا بالجنة } وانظر كيف جمع لهم البشارتين في الدارين ، فقال عز وجل عن البشارة الأولى{ لهم البشرى في الحياة الدنيا } بما يسرهم ، لأنهم استقاموا على ما أراده الله ، واتبعوا سنة رسوله ،وقال عن البشارة الثانية{ وفي الآخرة } بالجنة { لا تبديل لكلمات الله } لا يخلف الله وعده ولا يغيره { ذلك } التبشير { هو الفوز العظيم } الله اكبر!!! ما أجمل أن يحلق العبد المؤمن في أجواء هذه البشرى: فإنها تنعش القلوب ..وتشرح الصدور .. إنها دعوة تبشر بدار النعيم المقيم التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، كل ذلك لمن قال الله عنهم { فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وألئك هم أولو الألباب } ـ أخي المبارك ـ لقد أخذت هذه البشرى مساحة كبيرة في القرآن والسنة ، فالبشرى باستحقاقاتها وردت في كتاب الله عن " ثلاثين " صيغة ، وتكررت مع اشتقاقاتها " 123" مرة ، ووردت كلمة البشرى من خلالها " 14" مرة منها " 13 " مرة في الخير ومعانيه ، بينما وردت - مرة واحدة - في عدم البشرى بالخير. أقف أنا وإياك عند هذا .... ولنا لقاء ـ بإذن الله ـ مرة أخرى لنطع على بقية ما يتيسر أسأل الله أن يعصمني وإياك من الزلل ومن فتنة المسيح الدجال. |
رد : مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجــ( 5 )ــال ؟؟؟
جزاك الله خـــير .. وكثرالله من أمثالك
|
رد : مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجــ( 5 )ــال ؟؟؟
بارك الله فيك شيخ سعيد ونفع الله بعلمك وبماتقدمه لنا
طرح قيم وسلسلة مباركة |
رد : مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجــ( 5 )ــال ؟؟؟
أشكر لكما مروركما وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه |
الساعة الآن 01:13 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com