الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...

قال تعالى : " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " [ البقرة : 114 ] .

قال القرطبي : " ولذلك قلنا : لا يجوز نقض المسجد ولا بيعه ولا تعطيله وإن خربت المحلة، ولا يمنع بناء المساجد إلا أن يقصدوا الشقاق والخلاف، بأن يبنوا مسجدا إلى جنب مسجد أو قربه، يريدون بذلك تفريق أهل المسجد الأول وخرابه واختلاف الكلمة، فإن المسجد الثاني ينقض ويمنع من بنيانه " .ا.هـ.

وقد اتفق أهل العلم على حرمة بيع المسجد إذا لم تتعطل منافعه ، ولم يهجره أهله ، وأن من فعل ذلك فهو آثم ، ولا يمتلكه من اشتراه .

أما إذا تعطلت منافعه ، أو هجره أهله فاختلف أهل العلم في بيعه فذهب بعضهم إلى جواز ذلك ، مع صرف ثمنه في بناء مسجد آخر ، وذهب آخرون إلى عدم بيعه بحال من الأحوال وإن تعطلت منافعه ، وهجره المصلون .

بعد هذه المقدمة المختصرة رأيت مقطع الفيديو الذي يعرض فيه بيع مسجد كبير في روسيا لمزاد للبيع .

وصُدمت عندما رأيته وقلتُ : أين أثريا المسلمين لينقذوا المسجد من البيع ؟

وما ذنب المسلمين هناك بأن يحرموا منه لو بيع لكافر حوله إلى حانة للخمر ، أو فندق ، أو غير ذلك بحيث تتعطل منافعه ؟

إنه نداء لأثريا المسلمين لانقاذ المسجد من البيع ، وربما تحويله إلى كنيسة أو غيرها فيمنع ويعطل مكان للعبادة .

من يوصل هذا النداء لهم ، ويحتسبوا شراءه ليواصل المسلمون أداء العبادة فيه .

عرضت السلطات فى روسيا أكبر مسجد بمنطقة نزهني نوفجورود للبيع، وقال تقرير إن سلطات الضرائب المحلية أعلنت طرح المسجد فى المزاد العلني مقابل اكثر من عشرين مليون دولار أمريكي.

وكان رجل الأعمال فايز جيلمانوف قد بنى المسجد المسمى رشيدة في قريته الأصلية ميدياني في نهاية التسعينيات حيث قال إنه بناه للقرية إلا أن المسجد بقي رسمياً في دفاتر شركاته المثقلة بالديون.

والمسجد هو الأكبر في المنطقة التي تعد واحداً من المراكز الرئيسية للمسلمين في روسيا والمسلمون المحليون الذين حرموا من أن تكون لهم منشآت دينية لسنوات خلال الحقبة السوفييتية جعلهم بناء المسجد يشعرون بالسعادة.

ولم يبخل رجل الأعمال جيلمانوف في بناء المسجد فقد زينه من الداخل بالرخام الأبيض وآيات قرآنية من الذهب على الجدران وهي أمور لم يعتدها سكان قريته مما جعلهم يشعرون بالفخر.