بسم الله الرحمن الرحيم

عن سليمان بن صردٍ قال كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يَسْتَبَّانِ فأحدُهُما احمر وَجْهُهُ وانتفخت أوداجُهُ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد فقال له : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال " وهل بي من جنون "


( تخريج الحديث )


أخرجه البخاري في الأدب باب الحذر من الغضب ، ومسلم في البر والصلة باب فضل من يملك نفسه عند الغضب.


( شرح الكلمات )


استب رجلان : سب أحدهما الآخر ، قيل : إنهما كعب بن مالك وعبد الله بن أبي حدر.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : أعتصم بالله منه.
الرجيم : الملعون والمطرود من رحمة الله .
الأوداج : جمع الوِداج وهو عِرق في العنق ، يقطعه الذابح فلا تبقى معه حياة.
انتفخ أوداجه : انتفخت عُروق عنقه من شدة الغضب.


( فقه الحديث )


1 - فيه أن الغضب في غير ذات الله تعالى من نزغ الشيطان ، وقد أخرج أبو داود في سننه من حديث عطية السعدي مرفوعاً : أنّ الغضب من الشيطان.
2 – ينبغي لصاحب الغضب أن يستعيذ بالله فيقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
3 – أن الاستعاذة سبب لزوال الغضب.
4 – الحديث دليل ظاهر على عِظَم مفسدة الغضب ، مع احتمال أن يكون القائل " أمجنون أنا " من المنافقين أو من جُفاة الأعراب.




وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم